المرأة جزء من المجتمع
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ..﴾.
إن الإسلام لا يريد دفن طاقات المرأة وسلب أي دور لها في المجتمع، بل العكس تماماً فهو يريد أن يفعّل طاقات المرأة في الاتجاه الصحيح، لتكون عنصراً فعالاً له دوره الإيجابي والبناء في المجتمع، فالفعالية في المجتمع ليست خاصة بالرجال بل هي تكليف للمؤمنات كما كانت تكليفا للمؤمنين.
فالمرأة إذن ليست عضواً خارج المجتمع أو على هامشه بل هي في قلب المجتمع لها دورها الأساسي والفعال، ويشير الإمام الخميني قدس سره إلى هذا الدور بشكل إجمالي في الكثير من كلماته، ومن هذه الكلمات: "إن للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع، والمرأة مظهر لتحق آمال البشر"1.
"يؤهل الإسلام المرأة لأن يكون لها ـ كالرجل ـ دور في جميع الأمور، فكما يؤدي الرجل دوراً في جميع الأمور، فالمرأة أيضاً تمتلك مثل هذا الدور"2.
بل نجد الإمام قدس سره يعتبر أن النساء الصالحات هن السبب في رفعة المجتمع وانتصاره أمام كل التحديات، يقول قدس سره: "لو جردوا الأمم
من النساء الشجاعات والمربيات للإنسان، فسوف تهزم هذه الأمم وتؤول إلى الانحطاط"3.
وهي التي تعمر البلاد جنباً إلى جنب الرجال: "وينبغي للنساء الشجاعات والملتزمات التوجه إلى إعمار إيران العزيزة جنباً إلى جنب الرجال الأعزاء..".
"فكما كان لكنّ دور أساسي في السابق، فإنكن مطالبات الآن بالمساهمة في تحقيق هذا النصر، وأن تنهضن وتنتفضن كلما تطلب الأمر ذلك... البلاد بلادكن ويجب عليكن بناؤها، إن شاء الله"4.
ويشير الإمام الخميني قدس سره على طبيعة هذا الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة بشكل إجمالي فيقول: "إننا نفخر أن السيدات والنساء صغاراً وكباراً، ناشئات وعجائز، يمارسن دورهن الفاعل في المجالات الثقافية والاقتصادية والعسكرية كالرجال، أو أفضل، سعياً في تحقيق رفعة الإسلام وأهداف القرآن الكريم"5.
دورها في الحرب ودعم الجبهات
"عندما أشاهد في التلفزيون هذه النساء المحترمات اللاتي يعملن في مناصرة الجيش ودعم القوات المسلحة، اشعر بمكانة لهن في نفسي لا أشعر بها تجاه أي شخص آخر. إن هذه النسوة يؤدين عملاً لا ينتظرن من ورائه شيئاً أو مكافأة من أحد. إنهن جنديات مجهولات يتواجدن في جبهات الجهاد، بل منهمكات فيه"6.
"إنكم ترون الآن مختلف أنحاء البلاد في حالة حرب... الفتيات داخل بيوتهن في حالة حرب أيضاً، إذ أنهن يعملن من أجل الجبهات"7.
قيمة فتاة تزوجت جريحاً!
"إن مقاومة هذه النسوة وتضحياتهن في الحرب المفروضة، تبعث على الإعجاب والتقدير، بنحو يقف القلم عاجزاً بل خجلاً أمامها. لقد رأيت طوال هذه الحرب، مواقف من الأمهات والأخوات والزوجات والأرامل، لا أتصور وجود نظير لها في غير هذه الثورة... ومن الذكريات التي لا تنسى ـ رغم أن كل المواقف هي هكذا ـ زواج فتاة شابة من أحد حراس الثورة الأعزاء، الذي فقد في الحرب كلتا يديه وأطفئت عيناه... كانت هذه الفتاة الشجاعة تقول بروحية عالية مفعمة بالصدق والإخلاص: بما أني لم استطع الذهاب إلى الجبهة، لعلي بهذا الزواج أكون قد أديت دَيني تجاه الثورة وتجاه إسلامي، إن العظمة المعنية لهذا المشهد وقيمته الإنسانية ونغماته الإلهية يعجز عن بيانها أو تصويرها الكتّاب والشعراء والخطباء والرسامون والفنانون والعرفاء والفلاسفة والفقهاء وكل من يخطر ببالكم، إن التضحية وطلب رضا الله والمعنوية التي جسدتها في هذه الفتاة العظيمة يعجز أي شخص عن تقويمها بالمعايير السائدة"8.
* من كتاب المرأة في فكر الامام الخميني - نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
1- الكلمات القصار. ص279.
2- من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 1/2/1980.
3- من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 6/3/1979.
4- من حديث فيجمع من نساء قم بتاريخ 6/3/1979.
5- الكلمات القصار. ص280.
6- من نداء إلى الشعب الإيراني بتاريخ 22/1/1978.
7- من حديث في جمع من أعضاء مجلس الشورى بتاريخ 19/3/1981.
8- من حديث في جمع من الطلبة بتاريخ 3/11/1980.