يضع الإمام الخميني الدور التربوي للمرأة سواء في الاسرة أو في المجتمع على أنه من أول الأولويات. ويرى له الفضل في كل نصر يمن به الله (عز وجل) على المؤمنين. و ذلك لأن السيد الإمام قد أخذ درس العزة والكرامة من سيد الشهداء وأب الأحرار جده الحسين بن علي (ع) الذي قالها عاليا بأن الذي يمنعه من قبول الذل و عدم الحصول على الكرامة هو ترعرعه في الحضن الأبي لفاطمة الزهراء(ع) فكانت خطبة الحسين (ع) االمدوية التي قال فيها: "ألا وإن الدعي إبن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية ونفوس أبية أن لا نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.
" فيقول منبهراً بعظمتها: - "إنّها امرأة قد ربّت في حجرتها الصغيرة وبيتها المتواضع أناساً قد انبثق نورهم من البسيطة إلى عمق الأفلاك وكان ذلك النور يتلألأ من عالم الملك إلى جانب الملكوت الأعلى صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التّي أصبحت تجلٍّ لنور العظمة الإلهيّة ومحلاً لتربية المصطفين من أولاد آدم"[1] .
- "المرأة مظهر تحقق آمال البشرية، وهي مربية النساء والرجال الأفاضل. من حضن المرأة يسمو الرجل في عروجه، فهو مهد تربية نساء ورجال عظام[2]."
- "تربّي النساء في أحضانهن الرجال الشجعان. إنّ القرآن الكريم يربّي الإنسان، والمرأة أيضاً تربّي الإنسان، فوظيفة النساء تربية الإنسان، ولو جُرّدت الأمم من النساء المربيات للإنسان لهُزمت وآلت إلى الانحطاط وتدنّت إلى الحضيض[3]."
- "على أيديكن يتربى رجال ونساء عظام، في أحضانكن يتربى رجال ونساء عظام، أنتن أعزّة الشعب، أنتن حماة الشعب، احرصن على اكتساب العلم لتتحلين بالفضائل الأخلاقية وبالقيم العملية. ربّين شبّاناً أقوياء لمستقبل هذا البلد، فأحضانكن مدرسة يجب أن يتربى فيها شباب عظام، احرصن على اكتساب الفضائل كي يتغذى أطفالكن بالفضيلة من أحضانكن[4]."
- رحمة الله الواسعة على الأمهات والآباء الذين ربوا في أحضانهم الطاهرة في الليالي النورانية هؤلاء الأبطال: أبطال ساحة العمل وساحة المجاهدة مع النفس[5]".
• التربية المتميزة و الأصيلة
ويوجه السيد الإمام هذه التربية لتكون متميزة و متشبعة بالثقافة الإسلامية الطيبة و ذلك حتى تنبت النبات الطيب ومن ثم تنال القبول الإلهي. فيقول: "يجب أن تتبدل هذه التربية الطاغوتية التي تمارَس بحق شبابنا إلى تربية إنسانية وإسلامية، ونأمل أن تبدأ من أحضان الأمهات وتنتهي بالجامعات وما بعدها... "أنتن اللاتي تعملن في حقل التربية، أو اللاتي تتطلعن لتربية أبنائكن أو مجتمعكن، ينبغي أن تضعن هذه الآية الشريفة {اقرأ باسم ربّك} نصب أعينكن.. أنتن اللاتي تمارسن التعليم، ليكن التعليم باسم الربّ، ليكن التوجه إلى الله، لتكن التربية تربية إلهية..
فالإنسان المتعلم والمتربي تربية إلهية سيكون نافعاً لبلاده، وإنّ هؤلاء الذين يتحلون بالتربية والتعليم لن يلحقوا ضرراً ببلدانهم مطلقاً. إنّ الأضرار التي تلحق بالبلدان هي بالأعم الأغلب من بعض المفكّرين عديمي التربية، هؤلاء الذين يحصلون على العلم بعيداً عن التربية، ويجهدون في اكتساب العلم بعيداً عن التقوى، فهم يفتقرون إلى التربية الباطنية، ولهذا يمسون عملاء للأجنبي، ويخططون للقضاء على بلادهم[6]".
الأستاذة زيبة خيامي
[1] صحيفة النور ج 6 ص 125
[2] من حديث في جمع من النساء: 17/5/1979.
[3] من حديث في جمع من نساء قم: 1/2/1980.
[4] من حديث في جمع من النساء: 10/4/1979.
[5] من نداء إلى الشعب الإيراني بمناسبة عمليات الفتح المبين: 22/3/1982
[6]من حديث في جمع من حرس اللجنة المركزية/ 13/4/1979.