مقام الزهراء عليها السلام

مقام الزهراء عليها السلام

الكوثر صفة مبالغة من الكثير، ويعني النسل الكثير من الأئمة والسادة الذين كانوا من نسل الزهراء عليها السلام.

إنّها أمّ الأئمة الأطهار وأصل الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهي سيدة النساء من الأولين والآخرين، وهي بالإضافة إلى ذلك صاحبة مقامات اختصها الله بها نذكر منها:

* مقام الكوثر:
كما نعلم أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنجب في حياته عدّة أولاد ذكوراً وبنتاً واحدة هي فاطمة الزهراء عليها السلام حيث اعتبر مؤرخونا أنّ البنات الأخريات من بنات خديجة من غير الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، وكما نعلم أيضاً أنّ أولاد الرسول الذكور توفوا جميعهم في حياته، ولم يبقَ من أولاده إلى ما بعد مماته سوى فاطمة عليها  السلام، وكان هذا الأمر مدعاة لتوجيه الإهانة إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قِبل قريش بأنّه مبتور الذكر بعد موته باعتبار أنّ الذي يحفظ اسم الأب بعد موته هو ولده الذكر وأولاد أولاده الذكور، وقد ردّ الله سبحانه على هذه الإهانة بأن وهب له ابنته فاطمة التي من نسلها كان الأئمة الأطهار عليهم السلام الذين حملوا اسم الرسول وبهم استمرّ ذكره وذكر رسالته، وكانت فاطمة هي الكوثر الذي فاض منه الأطهار الكثيرون الذين حفظوا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرسالة ولذلك نزلت سورة الكوثر: ﴿إنّا أعطيناك الكوثر فصلّ لربّك وانحر إنّ شانئك هو الأبتر﴾.
فالكوثر صفة مبالغة من الكثير، ويعني النسل الكثير من الأئمة والسادة الذين كانوا من نسل الزهراء عليها السلام.
والكوثر أيضاً هو نهر في الجنة يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشدّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل. أعطاه الله للنبي إكراماً له. كما كانت فاطمة كرامة أيضاً.

* جهاد الزهراء عليها السلام:
لقد بدأت فاطمة عليها الصلاة و السلام حياتها بالجهاد والصبر والمعاناة وانتهت بالدموع والآهات والأحزان. فقد بدأت مسيرتها بالحصار الذي قضته مع أبيها وأهلها من بني هاشم في شعب أبي طالب في مكّة، وقد ذاقت فيه فاطمة كلّ أنواع المرارات. وبعد الحصار كان عام الحزن، ففي هذا العام افتقدت فاطمة حنان الأمومة بوفاة والدتها خديجة رضوان الله عليها فصارت فاطمة عليها السلام يتيمة الأم، وفي هذا العام أيضاً حاول المشركون قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانت أيضاً الهجرة عن الوطن إلى يثرب "المدينة المنورة" ولم يكن عمر فاطمة عليها السلام آنذاك أكثر من إحدى عشرة سنة. 

في العام الأول للهجرة كانت بداية حياة جديدة لفاطمة عليها السلام حيث تزوجت من الإمام علي عليه الصلاة و السلام وأصبح أمامها مجموعة من الأعباء والمسؤوليات التي توزعت بين أمور عديدة:

أولاً: الرعاية لأبيها والعطف والحنو عليه، وهو حامل المسؤولية الكبرى، والفاقد لأسباب العطف منذ صغره، فقد نشأ يتيم الأبوين فعوضته فاطمة عليها السلام ذاك الحنان، لذلك كان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة أم أبيها.

ثانياً: مشاطرة أمير المؤمنين عليه السلام المسؤولية والتكليف، فهو الجندي والداعية، وعليه أعباء جسام خفّفتها عنه السيدة فاطمةعليها السلام بحسن العشرة وإزالة الهموم وتقاسم المسؤوليات والقناعة بحياة بسيطة.
حتّى قال عنها عليها السلام: لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان.

ثالثاً: القيام بواجباتها كربة منزل مثل أيّ امرأة صاحبة منزل تدير شؤونه تكنس وتطبخ وتقوم بكلّ أعمالها مع كلّ الهموم والمشاغل الأخرى.

رابعاً: تربية أولادها بالطريقة التي تفرضها أدوارهم المستقبلية كونهم أئمة أطهار. وسادة وقادة.

خامساً: التبليغ والعمل الرسالي والدعوة إلى الله في الوسط النسائي.
وبذلك تكون السيدة الزهراء عليها السلام قدوة للنساء والرجال كما أنّ علي عليها الصلاة و السلام قدوة للرجال والنساء وهكذا فإنّ كلّ امرأة يمكن أن تكون قدوة للرجال بحسبه


* المصدر : موقع مجلة بقية الله

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com