لم يكن يوم الخميس، الواقع في 25/01/1962، يوماً عادياً في بلدة طيردبا الجنوبية. استقبلت البلدة في ذلك اليوم مولوداً جديداً لعائلة فايز مغنيَّة، اسمته عماد، وهو أوَّل إخوته وأكبرهم .
ترعرع في كَنَف أُسرةٍ جنوبيةٍ متواضعةٍ ومتدينة، إذ ورث من أبُيه وأُمَه التديُّن، ومحبَّة آل البيت (ع) منذ صِغَره.
كان الحاج عماد مُميَّزاً في طفولته، كما كان مُميَّزاً في شبابه حتى استشهاده، عُرِفَ عنه تَديُّنه ووَرَعُه وكثرة مزاحه، ومَحَبَّةُ الآخرين.
لضيق العيش، انتقلت عائلة الحاج فايز مغنية إلى ضاحية بيروت الجنوبية، واستقرَّت في بلدة الشَيَّاح، إحدى بلدات الضاحية التي خَرَّجَت الكثير من شهداء وكوادر المقاومة.
بقي في بيروت خلال حصارها، وبعد دخول العدو الصهيوني إلى عددٍ من أحيائها، وكان من المجاهدين الذين عملوا بِصَمتٍ ضِدَّ هذا العدو، وكبَّدهم خسائر حملوها معهم بعد تقهقرهم عن بيروت.
لم يَكتَفِ الحاج عماد بخروج الإسرائيليين من بيروت، فلاحقهم جنوباً، وكان من أوَّل المؤسِّسين للعمل المقاوم ضد العدو الصهيوني ، إذ انتقل ورفاقه للانخراط في صفوف المقاومة منذ بدايات تأسيسها عام 1982، فكان الحاج رضوان الذي عُرِفَ عنه قائداً ومخططاً ومهندساً عسكرياً وأمنياً، يَقَفَ وراء العديد من العمليات الجهادية ضِدَّ الإسرائيليين، تخطيطاً وتنفيذاً.
كان الشهيد الحاج رضوان في مقدمة الإخوة والشهداء الذين حققوا انتصارات المقاومة في جنوب لبنان، طِوال سنوات الاحتلال، خرج فيها منتصراً، وخرج الإسرائيلي مهزوماً، فكان القائد الميداني لتقهقر العدو الإسرائيلي عن لبنان، وهو أوَّل تقهقرٍ إسرائيليٍ عن أرضٍ عربيةٍ مُنذ قيام إسرائيل دون قيد أو شرط، وأيضاً كان قائداً للانتصار في حرب تموز 2006، في مَلحَمَةٍ بطوليةٍ قَلَبَت مذهب الحروب الحديثة، وما زال العدو والصديق يعكف على فهمها وتحديد معالمها، إن لجهة الاقتداء بها، أو لجهة محاولة مواجهتها.
في 12 شباط عام 2008 اغتال الموساد الإسرائيلي الحاج عماد مغنية وهو في الخامسة والأربعين من العمر، بعد سنوات مليئة بالجهاد والانجازات والانتصارات.
استشهد الحاج رضوان بعد أكثر من 25 عاماً من الملاحقة والمتابعة والتعاون الاستخباري الأميركي - الإسرائيلي، والغربي، لخطفه أو قتله.
للشهيد الحاج رضوان شقيقان سبقاه إلى الآخرة مُضَرَّجَيْن بدماء الشهادة، الأوَّل جهاد استشهد عام 1984 والثاني الحاج فؤاد استشهد عام 1995 في عملية اغتيال بتفجير عبوة ناسفة استهدفته في محلة صفير في الضاحية الجنوبية.
استحق الحاج رضوان لقباً استثنائياً بعد استشهاده، إذ لقَّبَه الأمين العام لحزب الله السيِّد حسن نصر الله بقائد الانتصارين، انتصار أيار عام 2000، وانتصار تموز عام 2006.
• موقع المقاومة الإسلامية بتصرّف