من المنطقة التي حاول منها البعض ايقاظ الفتنة بين اللبنانيين، طوت الأطراف السياسية صفحة التوتر، مؤكدة على العيش المشترك، وضرورة تفويت الفرصة على المتربصين بوحدتنا الوطنية. وفود من حزب الله برئاسة النائب علي عمار، ومن حركة أمل برئاسة النائب علي بزي، ومن التيار الوطني الحر برئاسة النائب آلان عون، حضروا جميعاً الى بلدية الحدث، مشددين على خطاب الوحدة، وموضحين ومتفقين على أن ما مرّ به لبنان خلال الأيام القليلة الفائتة ما هو الا "غيمة صيف" انتهت مفاعيلها.
وفي كلمة له، رحّب رئيس بلدية الحدث جورج عون بوفد حركة أمل وحزب الله، وقال "فخورون باستضافة أهل البيت الواحد والصف الواحد"، مشيرا الى أن "ما حصل غيمة صيف ومرّت وقد تجاوزنا الفتن مرّة أخرى".
بدوره، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار إن "الرئيس عون شخصية ملؤها المحبة والوطنية والترفع فوق كل الاعتبارات، الرئيس بري قامة وطنية عليا حاملة لأمانة الامام موسى الصدر"، مشدداً على "أننا حريصون أشد الحرص على تمتين الوحدة الوطنية ومصيرنا مشترك".
وأشاد عمار "بوعي جميع الذين أسقطوا بنضجهم وعزيمتهم ما يريده العدو الاسرائيلي لهذا البلد العزيز"، موضحاً أن "العدو لا يعفي نفسه من اقتناص فرصة للمساس بوحدتنا الوطنية وبمصيرنا المشترك".
في سياق متّصل، قال "عشية ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار والطني الحر، بعض الأصوات حاولت من خلال غيمة الصيف النيل من ورقة التفاهم، وأقول لهم ورقة التفاهم باقية باقية باقية ما دامت الدماء تسري في عروقنا ولن نسمح لأحد بالمساس بالوحدة الوطنية".
وتوجه عمّار الى "كل الطائفيين الى أي جهة انتموا" بالقول "خسئت الطائفية والمذهبية وطائفتنا الوحيدة هي لبنان الواحد الموحد"، وتابع "الى اللقاء من جديد لمواجهة العدو الخارجي وبعض الداخل للأسف الذي لا يعيش الا على الفتنة".
أمّا، النائب آلان عون، فأكد أن "لقاءنا اليوم من قلب الحدث هو رسالة أقوى من كل ما حدث في الأيام الماضية ورسالة للتأكيد أننا على مستوى من المسؤولية وأننا لن نسمح الى أن يتحول أي اشكال سياسي في البلد الى اشكال بين اللبنانيين".
عون شدد على أن "كرامة حركة أمل والرئيس بري من كرامتنا"، مشيراً الى "أننا نحن وحزب الله مؤتمنون على تفاهمنا الذي يحمي السلم الأهلي في البلد".
النائب علي بزي قال من جهته "لست قادماً من منطقة اسلامية الى منطقة مسيحية بل آت من فكر وعباءة وعمامة الامام موسى الصدر وحامل أمانته الرئيس نبيه بري"، مشدداً على "أننا حريصون كل الحرص على التعايش بين اللبنانيين وتدعيم وحدتنا الوطنية".
بزّي أكد أنه "ليس لحركة أمل على الاطلاق أي علاقة بما حصل في الحدث وكنا نملك من الجرأة والشجاعة والأخلاق وحس المسؤولية أن نعلن باسم دولة الرئيس بري عن اعتذارنا لأي اساءة لحقت باللبنانيين على الارض وهذا كان موثقاً بالصوت والصورة واستتبع ذلك أيضاً بتوجيهات من الرئيس بري الى المسؤول المختص في قيادة حركة أمل أحمد بعلبكي الاتصال بالأجهزة الأمنية للتأكيد أن أمل لن تغطي أي مخل بالأمن".
وختم بزي كلمته "أحمل اليكم جميعاً من الرئيس بري انحيازه الى الحوار والوحدة والمحبة والسلام والتعايش".
وقد ختم اللقاء بوقفة تشابكت فيها أيدي الوفود، في تأكيد على الوحدة الوطنية.
