الأهل المرهقون بالعمل هم في الكثير من الأحيان منهكون لا يجدون أي وقت يذكر للاسترخاء واسترداد قواهم.
والعائلة السعيدة التي كان يرجى تحقيقها من خلال العمل الإضافي، تختفي في ضباب أسطورة المادية. إن أكثرية الأمهات والآباء الذين لديهم أولاد في الصفوف الابتدائية ينتمون إلى القوة العاملة ، والكثير من الأمهات حسّاسات إلى حدّ بعيد حيال تأثير التزامهن بالعمل على أولادهن .
لكن الأمر ليس سهلاً ، يجب الاستيقاظ باكراً جداً ثم التحرك بعجلة بالغة لإلباس الأولاد، وتقديم الفطور لهم ثم تسريح شعرهم وتنظيف أسنانهم وتحضيرالغداء الذي يأخذونه معهم إلى المدرسة ونشر الغسيل وترتيب البيت وإيصال الأولاد إلى المدرسة في الوقت المناسب .
ثم هنالك العودة إلى البيت في آخر النهار للاهتمام بالغسيل وطهو العشاء والتنظيف والاهتمام بالفروض المنزلية ..... فلا عجب أن يصل الأهل ، وخصوصاً الأمهات منهكين إلى عطلة نهاية الأسبوع.
إذا افترضنا ، مثلما هي الحال في كافة الأسر تقريباً ، أن الأم هي المنسّقة المنزلية، فمن الضروري توزيع المسؤوليات وتقاسمها. كقاعدة عامة، يأتي الأولاد بنتائج أفضل ويشعرون أنهم في حال أفضل إذا انخرط الأب في مجال عملهم في المدرسة وفرضهم المنزلي واهتم به.
ونوصي بشدة أن يصبح الآباء - حتى وإن كانوا يعملون في مواقيت قد تتوزع على مدار الساعة أو لا يرون أولادهم ، لأي سبب كان إلا في عطلة نهاية الأسبوع - أن يكونوا الأشخاص الأساسيين في تقديم الدعم لأولادهم في ما يتعلق بالحياة المدرسية أو بالعمل المدرسي.
لا يعني هذا أن يترك الأب ما يفعله ويهرع إلى المدرسة عند أي مشكلة أو مسألة قد تظهر ، ولكن أن يصبح صلة الوصل مع المدرسة . هكذا ، يستفيد الأولاد وتحصل الأمهات على بعض الراحة وتقوى العلاقات بين الأب والأسرة.
في إحدى الدراسات ، رسم الأولاد الصغار صوراً لعائلاتهم وضعوا فيها الأب قربهم، لكن الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والثانية عشرة رسموا الأب في موضع أكثر بعداً عن بقية أفراد الأسرة وأحاطوه بسلع مادية مثل القوارب أو السيارات أوألواح ركوب الأمواج . ويقول البروفسور دون إدغار بهذا الصدد : " إذا كان الأب غير موجود فالأمر أشبه بالقيادة على دولابين بدلاً من أربعة".
نصائح عملية :
- إنّ الهموم المادية قادرة على تدمير الزيجات إذا سمح لهذه الهموم بأن تصبح الأولوية القصوى. عائلتك هي استثمارك الأكبر ، لذا فهي تستحق أن توليها كل اهتمامك وتعنى بها لتحصل على عائلة ممتازة.
- إذا كنت تصرف معظم وقتك في العمل، كثيراً ما يكون الجد والجدة متحمسين لرعاية أحفادهم، لكننا نحذر من اللجوء إليهما بشكل منتظم جداً، إذ قد يولد ذلك شعوراً بالاستياء: إما عندما يرغبان بفترة راحة أو إذا بدآ يسيطران على الأمور ويستأثران بها.
- حاول ألا تعهد بأولادك لعدة أشخاص يهتمون بهم في اليوم الواحد ، فإن الأمر يحتاج من طرف الولد إلى جهد للتكيف مع عدد كبير جداً من الأشخاص. قد يناسب هذا حياتك المهنية ، لكن بعض الأولاد يرزحون تحت ضغط نفسي وضيق شديدين ويصبحون نتيجة ذلك صعبي المراس عندما يحين دور الأهل لتولي الأمور. يحتاج الأولاد إلى وقت راحة، إلى وقت في حضننا، إلى وقت للقبل والمعانقة، إلى وقت للعب....يحتاجون إلى وقتنا.
- إذا كان لديك أولاد في سن المدرسة الابتدائية ولا تستطيع دائماً أن تكون معهم في البيت بعد المدرسة، تأكد من حصولهم على بعض الرفقة. بالنسبة إلى الطلاب الثانويين الذين يعودون إلى البيت لوحدهم بخيارهم ، من الأفضل ترك رسائل لطيفة لهم في أنحاء البيت، أو الاتصال بهم هاتفياً من العمل. قال أحدهم مرة : " إن أولادنا سيكونون أثرى بكثير إن نحن صرفنا نصف المال فقط الذي نصرفه عليهم وضعفي الوقت الذي نخصصه لهم "
. المصدر: كتاب مفاتيح للتفوق في المدرسة، جون إرفاين – جون ستيورت .