كتب وزير الخارجية الأميركي "Rex Tillerson" مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" تطرّق فيها الى عدد من القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية.
وتحدث "Tillerson" عن حملة الضغوط التي تقودها أميركا ضد كوريا الشمالية حيث أعرب عن أمله بأن تقود "العزلة الدولية" (ضد كوريا الشمالية) الى الضغط على نظام بيونغ يانغ كي يدخل في "مفاوضات جادة" حول التخلي عن برنامجه النووي وعن برنامجه لإنتاج الصواريخ البالستية. وقال ايضاً "إن باب الحوار مع كوريا الشمالية يبقى مفتوحاً، لكنه أضاف أن "الضغوط على هذا البلد ستستمر حتى تتم عملية نزع سلاحه النووي".
كما تابع "Tillerson" بأن من أهم مكونات الاستراتيجية الاميركية حيال كوريا الشمالية إقناع الصين بأن تستخدم أوراقها الاقتصادية مع بيونغ يانغ. وبينما قال "إن الصين قد فرضت حظرا على بعض الواردات من كوريا الشمالية وكذلك بعض العقوبات عليها، أضاف في الوقت نفسه بأن على الصين القيام بالمزيد".
أما حول العلاقات الثنائية عموماً بين اميركا والصين، تحدث "Tillerson" عن مواصلة السعي لتحقيق المصالح الأميركية في مجالات مثل اختلال التوازن في التبادل التجاري (بين واشنطن وبكين)، وكذلك نشاط الصين العسكري "المثير للقلق" (بحسب تعبير وزير الخارجية الأميركي) في بحر الصين الجنوبي وغيره من الاماكن، وتابع أن" صعود الصين كقوة اقتصادية وعسكرية يتطلب من واشنطن وبكين النظر في عمق حول كيفية ادارة العلاقات فيما بينهما خلال الاعوام الخمسين المقبلة".
وفي موضوع آخر، قال "Tillerson" "إن هزيمة الارهاب تبقى من اهم أولويات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وان "الالتزام بالتصدي للارهاب الاسلامي" (بحسب تعبير وزير الخارجية الاميركي) دفع بقرار ادارة ترامب لتبني استراتيجية جديدة في جنوب آسيا ترتكز على افغانستان، وشدد على ضرورة ان لا تتحول افغانستان الى ملاذ آمن للارهابيين كما كانت قبل هجمات الحادي عشر من ايلول، كما طالب باكستان بتقديم المزيد في موضوع محاربة الارهابيين المتواجدين على اراضيها.
وبينما أعرب عن استعداد بلاده للشراكة مع باكستان من أجل هزيمة المنظمات الارهابية التي تبحث عن ملاذات آمنة، أشار في الوقت نفسه الى ضرورة أن تظهر باكستان بأنها مستعدة للشراكة مع الولايات المتحدة. وفيما يخص روسيا، قال "Tillerson" "إن موسكو قامت باجتياح جارتيها جورجيا وأوكرانيا وقوّضت سيادة الدول الغربية من خلال التدخل بالانتخابات في اميركا وغيرها من الدول (دائماً بحسب قول وزير الخارجية الاميركي)". كما تحدّث عن التزام أميركي بإعادة السيادة ووحدة الاراضي الى اوكرانيا،و قال ان العلاقات بين موسكو واشنطن لا يمكن ان تكون طبيعية الا في حال التزمت روسيا باتفاقية "Minsk" للتسوية السلمية في اوكرانيا.
الا أنّ "Tillerson" تحدّث كذلك عن الاعتراف بضرورة العمل مع روسيا "حيث هناك تقاطع في المصالح المشتركة"، وأشار بهذا السياق الى ملف سوريا، وقال "إن واشنطن تتوقع من روسيا أن تلتزم حقاً بعملية جنيف حول سوريا، وإن أميركا واثقة من أن المحادثات ستؤدي الى نشوء دولة سورية من دون الرئيس الاسد "و عائلته"" على حد زعمه. وحول إيران أشار "Tillerson" الى أنّ "الاتفاق النووي لم يعد النقطة المحورية في السياسة الأميركية تجاه طهران، وتابع "أنّ واشنطن تواجه ما وصفه "بمجموع التهديدات الايرانية" حسب زعمه، وأوضح بأن جزءاً من هذه الاستراتيجية تشمل إعادة بناء التحالفات مع الشركاء في الشرق الأوسط، لافتاً في هذا الاطار الى أن" واشنطن ساهمت بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين العراق والسعودية".
كما أضاف أن" اميركا ستواصل العمل مع الحلفاء ومع الكونغرس من أجل بحث الخيارات لمعالجة ما اسماه "عيوب" الاتفاق النووي مع ايران، وتحدث ايضاً عن بذل مساع من أجل "معاقبة ايران" بسبب انتهاكاتها في مجال الصواريخ البالستية وانشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وفق زعم المتحدث.
المصدر : موقع العهد الإخباري