كيف تختار صديقك؟

كيف تختار صديقك؟

’الأخلاء يومئذ بعضهم لبعضٍ عدو إلا المتقين’

 إذا أردت الصداقة ، فليكن قصدك خاليا من الأغراض الدنيوية .. بل اجعله لله وفي الله ، وإلا فإن المؤاخاة في غير الله تعالى مصيرها اليأس والندم. هنا ك صفات لا بـد من توفّرها فيمن ينبغي صــداقته ، إذ لا يصلح كل واحد لأن يكون أخا في الله.. فقد قال النبي (ص): "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"1.

ومن هذه الصفات :

1 - أن يكون عاقلاً ، وذلك بأن يعلم حدود الأمور على ما هي عليهــا  ولو بالتعلم من الغير فإنه لا خير في مصاحبة الأحمق .. فمن البداهة بمكان ، أن الأحمق يريد أن ينفعك بزعمه  فيضرك في دينك أو دنياك ، نتيجة لجهله وقلة التفاته.

2 - أن يكون حسن الخلق.. فلا يكفي مطلق العقل رادعاً، إذ قد تستولي عليه قوة الشهوة والغضب ، فيعمل خلاف مدركاته العقلية ولو من غير عمد، فيقع في المفاسد العظيمة.

3 - أن يكون من أهل التقوى والصلاح .. فإن الفاسق الذي لا يتقي غضب الله جل جلاله ، كيف لا يخالفك عندما توصيه بالحق ؟.. فهو يدور مدار هواه، ويتلون بألوان شتى بحسب اختلاف أغراضه ، والذي يشهد على هذا المدعى قوله تعالى : " فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا " 2. ومن آثار معاشرة الفاسق ، صيرورة المعاصي هينة في نظر من يصـاحبه ، أجارنا الله تعالى من ذلك.

4 - أن لا يكون من أهل البدع ، إذ يُخاف من سريان البدعة إلى من يعاشره.. إضافة إلى شمول اللعنة المتوجهة إلى مُجالسي أهل البدع كما روي عن الصادق(ع) : " لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحد منهم "3 وهذا خطر عظيم.

5 - أن لا يكون حريصاً على الدنيا ، فإن مجالسته كالسم القاتل الذي يسري بمقتضى طبيعة الأشياء. قال الله تعالى : "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعضٍ عدو إلا المتقين" 4.

عن مولانا الصادق (ع ) : "إحذر أن تؤاخي من أرادك لطمع أو خوف أو أكل أو شرب ، واطلب مؤاخاة الأتقياء ولو في ظلمات الأرض ، وإن أفنيت عمرك في طلبهــم ، فإن الله لم يخلق بعد النبيين على وجه الأرض أفضل منهم ، ومــا أنعم الله على العبد بمثل ما أنعم الله به من التوفيق لصحبتهــم"5 . فلو رأيت صديقاً متصفاً بهذه الصفات الحميدة ، فعليك أن لا تجهل قدره ، لئلا تُبتلى بفقده .

الهوامش

1- المستدرك 8/327.

2- سورة النجم/29.

3- الكافي 2/375.

4- القصص/19.

5- البحار 71 /282..

 المصدر: من كتاب تذكرة المتقين – الشيخ البهاري ، بتصرف

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com