أحبطت الولايات المتحدة الأميركي مشروع قرار عربي الذي طرح على مجلس الأمن بشأن القدس والذي أيده 14 عضوا من أعضاء مجلس الأمن من أًصل 15، مستخدمة حق النقض (الفيتو) ضده، لتظهر بذلك السياسة الأميركية في عزلة دولية ولتثبت مرّة جديدة حجم انحيازها الأعمى ورعايتها لمصالح الكيان الصهيوني الغاصب.
وقبل التصويت على القرار، اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الولايات المتحدة بتبني العمل الصهيوني، وتعهد باتخاذ إجراءات سياسية ضد إعلانها حول القدس والتوجه للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وجدد عباس رفض بلاده القبول بأن تكون الولايات المتحدة الاميركية وسيطا أو شريكا في ما أسماه “عملية السلام”، معتبراً أن "إعلان ترامب لا يحمل أي شرعية وسنتخذ اجراءات قانونية وسياسية ودبلوماسية ضده".
في المقابل، أكدّت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن نيكي هايلي أن "الولايات المتحدة لن تسمح بمرور القرار 2334 الذي يعتبر غير حيادياً وأسوداً"، وفق وصفها، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة ستعترض على مشروع القرار وستمارس الفيتو بوجهه". وقالت هايلي في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن للنظر في مشروع قرار بشأن القدس إن "الفلسطينيين رفضوا مقترحات السلام واحداً بعد الآخر"، زاعمة بأن"إسرائيل تحملت لعقود حملات عدم الحيادية".
وأشارت إلى أن "نقل السفارة الأميركية إلى القدس لا يعني الاعتراف بها كعاصمة لـ "إسرائيل", لافتةً إلى أن "واشنطن ستنتظر المفاوضات". وبعد كلمات لعدد من مندوبي الدول تحوّلت الجلسة إلى جلسة مغلقة لبحث مشروع القرار بشأن القدس".
وفيما أشار المندوب الفرنسي إلى دعم بلاده للقدس عاصمة لدولتين، شدد مندوب بريطانيا على أن بلاده تدعم القرار الأممي وستصوّت لصالحه. وكان منسق الأمم المتحدة الخاص لما يسمى "عملية السلام في الشرق الأوسط" نيكولاي ميلادينوف أكد أن "إسرائيل قتلت 22 فلسطينياً في الأشهر الثلاثة الماضية"، لافتاً إلى أن "إسرائيل أطلقت تصريحات مستفزة مطالبة بحدود من البحر إلى النهر".
وقال ميلادينوف إن "قطاع غزة ما يزال يعاني من انقطاع الكهرباء"، قائلاً إن ما أسماه "أعمال العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين" زادت بعد إعلان ترامب.
وأضاف أن "الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية تضاعفت في عام 2017"، منوّهاً إلى أن "النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية تقوّض فرص إقامة دولة فلسطينية قادرة".
المصدر: موقع العهد الاخباري