الهدف من "ترجيل المرأة"، دفعها للقيام بأعمال أكثر انسجاماً مع بنية الرجل الجسدية، العصبية والفكرية، وجعلُ ذلك افتخاراً وامتيازاً للمرأة.
ونحن في المقابل انفعلنا، وخُدعنا وقبلنا عن جهل وعن غير التفات لهذا الخطاب. أنظروا كيف أنّنا نفتخر بوجود هذا العدد من النساء، في بعض المراكز التنفيذية في البلاد. لا يخطئنّ أحد فهمي، فأنا لا إشكال عندي من وجود هؤلاء السيدات في تلك المناصب التنفيذية، أعني بأنني لا أعارض ذلك ولا أنفيه، ولا أجد فيه أيّة مشكلة لنفترض بأن وزير الصحة عندنا كان إمرأة، وكانت بعض السيّدات معاونات لرئيس الجمهورية، وتولينَّ مناصب أخرى في البلاد. ولا أرى إشكالاً في ذلك،
إلا أن المشكلة تكمن في الافتخار والتباهي أمام العالم، أن انظروا كم سيدة لدينا في المراكز التنفيذية للبلاد!. هذا ما يسمى الانخداع والانفعال. لا حاجة للافتخار هنا.
حسناً، فقد وُجدت سيدة تمتلك خصائص وقُدرات أهّلتها لهذا المنصب، هذا جيد، ولمَ لا؟! فهو ليس مخالفاً للقانون. لكن أن نُفاخر بأن لدينا هذا العدد من السيدات المسؤولات في المراكز التنفيذية، فهذا خطأ. لو أننا افتخرنا بوجود هذا العدد من السيدات المثقفات، المتعلّمات، فهذا جيد، وهذا في مكانه، إذا قُلنا بأن لدينا هذا العدد من السيدات المؤلفات والناشطات الثقافيات والسياسيّات، فلا إشكال في ذلك، وإذا قُلنا بأن لدينا هذا العدد من السيدات الاستشهاديات والمجاهدات في مختلف الميادين، فهذا جيد، لو قلنا بأن لدينا هذا العدد من النساء الفعّالات في المجالات السياسيّة والثورية، مذيعات وكاتبات، فهذا جيد، ومن الجيد أن نفخر بهنّ.
لكن أن نفخر بأن لدينا هذا العدد من الوزيرات وهذا العدد من النواب والمعاونات في المراكز التنفيذية المختلفة، وهذا العدد من مديرات المؤسسات التجارية، فهذا خطأ، وهذا انفعال في مقابلهم.
المصدر: موقع السيد القائد-