يقول رسول الرحمة محمد(ص): «أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها( هذا فيما يخص حقوق الرجل وأما عن المرأة فيقول (ص):"ما زال جبريل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها" .
تعدّ الحياة الزوجية ضرورة من ضرورات الإنسان التي لا يمكن الاستغناء عنها حتى أن بعضهم يجعلها جزءًا من القدر الإنساني كالميلاد والموت، على أنه ليس من المنطقي تجاوز نقطة حياتية وهي أن الحياة المشتركة في ظلال الزواج إنما تنهض على أسس يتوقف على رعايتها مشروع الزواج ومصيره.
فهناك أولاً: حسن المعاشرة والتعامل وفق الاحترام الكامل والمتبادل الذي يعدّ الحدّ الأدنى من الحقوق والواجبات الزوجية، لأنه في حالة الحبّ يجتاز الرجل والمرأة هذه الحدود إلى مرحلة الفداء والإيثار، غير أن تبادل الأحاديث الودودة يعدّ ضرورة في كل الأحوال حياتياً لإضفاء حالة الألفة في أجواء البيت الزوجي.
وهناك ضرورة أخرى تتجسد في الانسجام الفكري، لأن توحّد الرؤى واختفاء التناقضات الفكرية سوف يسقي شجرة الحب الطاهر.
وهناك أيضاً توزيع المسؤوليات، إذ لا يمكن لطرف واحد أن يتحمّل جميع أعباء الحياة الزوجية. فإدارة البيت وتربية الأولاد ليست مهام يسيرة، ولذا ينبغي إرساء حالة من النظام الذي يمكن تحديد دعائمه من خلال توزيع وتقاسم المسؤوليات.
كما تدخل المداراة وضبط النفس ومحاولة تفهم الآخر بشكل فاعل في استمرار الحياة المشتركة، لأن الزواج الذي يجمع بين المرأة والرجل لا يمكن أن يلغي الاختلاف في المشارب والأذواق.
ومن هنا توصي أدبيات الإسلام طرفي الزواج أنه في حالة بروز نزاع عائلي أن يلتزم أحد الطرفين الصمت وأن يغض الطرف عن أخطاء الآخر وأن يتعامل معه بروح التسامح والمحبّة والغفران.
فالحياة الزوجية ترافقها المشكلات، ولا يمكن لها الاستمرار إلاّ بالصبر وضبط النفس، وتفويت الفرصة على شياطين الغيظ، وهذا سيدنا خاتم الأنبياء يقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.
المصدر: كتاب نحو حياة دافئة- الشيخ ابراهيم الأميني.