سوء معاملة الطفل لا تقتصر على ضربه أو ردعه بل تشمل العديد من المظاهر، منها:
الإهمال وحرمانه من العاطفة وإهانته وتهديده وكأنه إنسان كبير خرق القانون والعرف والآداب، ومنها التحقير للطفل وضربه واعتماد العقوبة التي لا تتناسب معه كطفل وما إلى ذلك من الأساليب التي تؤثر على نمو الطفل وتفتح قابليته، وتولد عنده الكثير من المشاكل في اضطرابات النمو والسلوك، وربما لا يحس أولياء هؤلاء الأطفال بما ينتاب أولادهم،
وتؤدي بهم إلى نتائج سيئة للغاية، وهو ما نبه عليه الشرع المبارك في احترام شخصية الطفل منذ أن يكون رضيعا في رعاية مشاعر الطفل المنظورة وغير المنظورة حتى يذهب علماء النفس إلى أن الطفل الرضيع شديد التأثر والحساسية لدرجة
أن الهزة العنيفة لمهده لها وقع خاص على نفسيته وتعشش في أعماقه وهو لا يستطيع التعبير عنها لكنها تؤدي إلى عواقب غير جيدة وغير حميدة ، فكل ما يصدر من الطفل له سبب، بكاؤه يحتاج إلى علاج هادئ كالطعام أو المؤانسة أو حتى تغيير ملابسه وحفاضاته أو حتى تغير الجو الذي هو فيه إلى جو أجمل وأحسن وهو ما له تأثير على أعصابه وجهاز تفكيره وهو (المخ)،
بل يذهب بعض الأطباء أن بعض المسائل هذه تسبب احتقانات ربما تؤدي إلى نزف عيني أو جروح أخرى، وإن هز الرضيع بقوة يؤدي إلى هز رأسه بعنف ويؤدي إلى أذى دماغي داخل الجمجمة وأن رأس الطفل كبير وثقيل نسبة إلى جسمه وبالتالي فهو لا يستطيع رفع رأسه قبل بلوغه السنة على الأقل.
وفي مرحلة الطفولة يبقى هذا الإنسان يعيش كشخصية إنسانية لها قابليات محدودة تحتاج إلى رعاية الأبوين ورعاية المؤسسات التربوية والتعليمية وحسن المعاملة. وقد نقل عن عالم النفس الأمريكي ج.س آمري أن أحد المعلمين كان يهين ويسيء معاملة أطفال صفه الذين لا تتجاوز أعمارهم الثامنة والتاسعة، فظهرت نتيجة ذلك اضطرابات سلوكية واضطرابات في النوم، وهبوط في النتائج الدراسية وقد عرف أولياؤهم ذلك وعملوا على نقل المعلم، مما أثر إيجابيا على أطفالهم عدا طفلين لازمهم هذا السلوك.
المصدر:د.ز.سليماني -الطفل بين الدلال وسوء المعاملة-مجلة الطاهرة-العدد191-