الى ذلك، اعتبر السيد نصر الله ان ما يعني هذا الكيان هو الولايات المتحدة الأميركية وموقف الإدارة الأميركية، وقد عملت حكومته على مدى السنوات الماضية على تهويد القدس. وأكد أن الموقف الأميركي في السابق كان يشكل حاجزاً أو مانعاً دون الإندفاعة الإسرائيلية لتنفيذ كافة البرنامج الاسرائيلي لتهويد القدس، لافتاً الى انه بعد هذا القرار الامريكي قد نشهد ظاهرة استيطان كبيرة وستتسع القدس أكثر نحو الضفة الغربية تحت مشروع "القدس الكبرى".
هذا، وأكد سماحته ان المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية باتت في خطر شديد بعد هذا القرار، واعتبر ان القدس هي محور وجوهر القضية الفلسطينية، موضحاً انه عندما يتم إخراج القدس منها لا يبقى للقضية شيء. سائلاً ماذا سيكون مصير الضفة الغربية والجولان ومزارع شبعا عندما تتجرأ أميركا على ما هو أعز عند الفلسطينيين والعرب والمسلمين؟
ورأى السيد نصرالله ان أهم المخاطر التي نواجهها هو الإستباحة الأميركية لكل شيء، موضحاً ان الأمة التي تسكت عن اقتطاع القدس هي أمة يمكن أن تتخلى عن أي شيء آخر. واشار الى ان دول العالم ومن بينها الدول العربية والإسلامية ترفض هذا القرار الأميركي مع اختلاف اللهجات، مؤكداً ان ترامب لا يصغي لاحد ولا يحترم أحدا، واعتبر ان ما حصل أثبت أن الدول العربية والإسلامية الحليفة لأميركا لا تعني للرئيس الامريكي شيئاً.
ولفت سماحته الى ان ما شهدناه بالأمس "عبر القرار الامريكي" هو إستهانة وإستخفاف بكل حكومات ودول العالم من أجل "إسرائيل"، مؤكداً اننا أمام خرق للمواثيق الدولية وإهانة واعتداء على مشاعر مليار وخمسمئة ألف مسلم إضافة إلى مشاعر المسيحيين، كما شدد على اننا أمام عدوان أميركي سافر على القدس وأهلها، وفلسطين وشعبها وقضيتها وعلى كل الأمة، لافتاً الى اننا معنيون بأن نتحمل المسؤولية إزاء هذا العدوان ، معتبراً انه آن الأوان لكل من يراهنوا على الأميركيين أن يفهموا بأنهم لا يحملون أي قيمة مقابل "إسرائيل" وكرامتها وقوتها وأمنها، واوضح ان مراكز تقدير الموقف الأميركية والإسرائيلية كان لديهم تقييم أنه لن يكون هناك ردات فعل ولا مواقف لتداعيات قرار ترامب ما دفعهم للقيام بهذه الخطوة المجنونة.
السيد نصرالله رأى ان كل ما هو عنوانه إحتجاج وتنديد وشجب وإعلان رفض للخطوة الأميركية الخطيرة وإعلان التضامن مع فلسطين وشعبها وقضية القدس مطلوب، وهو أضعف الإيمان، يجب ان تسمعه الإدارة الأميركية وأن تشعر به "إسرائيل".
وطالب الامين العام لحزب الله بالتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يقف اليوم في خط الدفاع الأول عن القدس والمقدسات في فلسطين، ورأى انه يجب إستدعاء السفراء الأميركيين في العالمين العربي والإسلامي وإبلاغهم إحتجاجاً رسمياً لإفهامهم أن رئيسهم وضع المنطقة أمام مخاطر كبيرة، وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات وتدابير لتحصين الموقف والضغط على الإدارة الأميركية لتجميد هذا القرار، معتبراً ان الأميركيين براغماتيون تهمهم مصالحهم، كما طالب بوقف كل إجراءات التطبيع مع "إسرائيل" لاسيما الخليجية موضحاً ان هذه الإجراءات تشكّل أعظم خيانة للقدس، خاصة في ظل هذه الأوقات.
ورأى السيد نصرالله انه يجب أن يصدر إعلان فلسطيني وعربي يؤكد بأن ترامب أنهى "عملية السلام" وقضى عليها، وانه يجب إبلاغه برفض العودة إلى المفاوضات قبل تراجعه عن قراره، مشدداً على ضرورة صدور قرار ملزم للدول العربية والإسلامية يعتبر القدس عاصمة أبدية لفلسطين وغير قابلة للتفاوض.
هذا، وأكد الامين العام لحزب الله أن الإنتفاضة الفلسطينية الجديدة وتصعيد العمل العسكري هو أخطر رد فلسطيني على القرار الأميركي، وشدد على انه على العالم العربي والإسلامي أن يقدم لهم الدعم المالي والتسليحي ليدافعوا عن القدس، ورأى انه من الضروري صد هذا العدوان وعدم خيانة الشعب الفلسطيني والتوحد حول خيار المقاومة وتقديم كل الدعم لهذا الخيار، مؤكداً انه يجب أن نُكبر جهاد وتضحيات الشعب الفلسطيني وأن نحيي صموده وان نقف الى جانبه.
هذا، ودعا السيد نصرالله العالم الاسلامي لوقف الحروب والصراعات الداخلية في اليمن وليبيا وسوريا والبحث عن حلول ومخارج وتلاق.
واضاف السيد نصرالله نحن في لبنان جميعاً معنيون بمواكبة هذا الحدث كل من موقعه، وعلينا القيام بفعاليات تعبّر عن الاحتجاج والتضامن مع القدس والشعب الفلسطيني.
وختم السيد نصرالله كلمته بالدعوة الى تظاهرة يوم الاثنين المقبل في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت تنديداً بالقرار العدواني الأميركي بحق القدس وتضامناً مع شعبنا الفلسطيني قائلاً أدعو الجميع رجالاً ونساء وصغاراً إلى الحضور في هذه التظاهرة تحت عنوان "الدفاع عن القدس والتنديد بالعنجهية الأميركية"، معتبراً ان ما قام به ترامب هو تهديد كبير يستطيع الفلسطينيون والعرب والمسلمون أن يحوّلوه إلى أعظم فرصة.