إن النية الحسنة والتفكر في الخير في محضر الله سبحانه وتعالى يؤدي إلى استحصال الثواب والأجر.
أما التفكر في عمل الذنوب التي تبعث على العقوبة والعذاب الإنساني لا يحتسب عملاً يؤثم عليه الإنسان وهذا من ألطاف الله العظيمة، يعني أن الفرد مادام غير مرتكب للذنب، فلن يكون عرضة للعذاب الإلهي، ولكن التفكير في العمل السيئ يترك أثره الوضعي في قلب الإنسان.
لهذا، كان عيسى (ع) يوصي الحواريين ويقول: لقد كان أخي موسى (ع) يقول: "لا تزنوا"؛ وأنا اقول لكم أكثر من ذلك أن: لا تفكروا بالزنا بتاتاً، لأن التفكير فيه يسود القلب.
صحيح، أن التفكير في الذنب لا يحتسب ذنباً، ولكنه يقيناً يترك أثراً سيئاً على قلب الجنين ونفسه.
أثر النية في انعقاد النطفة
لقد نقلت رواية عن حياة "الشيخ الأنصاري" رحمه الله يقال فيها: إن أمه وفي فترة الحمل لم تتغافل يوماً عن استمرار طهارتها، وفي السنين الأول من حياة الشيخ الأنصاري لم ترضعه أمه لبناً إلا وهي على وضوء.
لاشك أن التفكر وعقد النية في الأعمال الصالحة والتفكير في ثوابها حال انعقاد النطفة له من الآثار الطيبة والمعنوية والنفسية على مستقبل الأبناء ما هو ثابت بالتجربة.
وعلى العكس من ذلك فإن تلوث الأفكار بالخطايا والذنوب له آثاره السيئة على الأبناء أيضاً.
في أيام الحمل والرضاعة على الأمهات الطيبات أن يكن طاهرات غير ناقضات للوضوء، وأن يكن وأزواجهن ممن يغضون أبصارهم عما حرم الله، لأنه بذور الشقاوة التي ستنمو ـ لا سمح الله ـ في نفوس الأبناء.
وإذا أردتم أبناء سالمين وطاهرين، فعليكم أن تكونوا لهجين بذكر الله ساعة انعقاد نطفكم.
• من كتاب أثر الغذاء في شخصية الطفل – الشيخ المظاهري