نظراً لما تحتله الصلاة من مكانة عظمى في الإسلام فقد كان اهتمام رسول الله(ص) بها وتعاهده لأمرها منقطع النظير.
*فقد كان (ص) يصليها في أول وقتها ويحث المسلمين على ذلك، فقد روى ابن سعود قال: سألت رسول الله(ص)أي الأعمال أحب إلى اللَّه؟ قال(ص): "الصلاة لوقتها، قلت: ثم أي شيء؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي شيء؟ قال: الجهاد في سبيل الله".
*وعن السيدة عائشة: كان رسول الله (ص) يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه.
*ولعظيم شوقه للوقوف بين يدي الله في الصلاة فقد كان(ص) ينتظر وقت الصلاة، ويترقب دخوله، ويقول لبلال مؤذنه: أرحنا يا بلال(1)
*عن الحسين بن علي(ع) في حديث عن خشوع رسول الله(ص) في صلاته:"كان(ص) يبكي حتى يبتل مصلاه خشية من الله عزّ وجلّ من غير جرم".
*وعن الإمام الباقر(ع) والامام الصادق(ع) قالا: "كان رسول الله(ص) إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورّمت فأنزل الله تعالى: ﴿طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾"(2)
*وعن الامام علي بن الحسين عليه السلام قال: "إن جدي رسول الله(ص) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبّد بأبي هو وأمي حتى انتفخ الساق، وورم القدم، وقيل له: أفتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال(ص): أفلا أكون عبداً شكوراً"(3)
* وحول صلاته(ص) في الليل يحدثنا عبد الله بن عباس ":حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل إستيقظ رسول الله(ص)فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر ايات الخواتم من سورة ال عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح".
وعن أحد الصادقين(ع) قال: إن رسول الله(ص) كان يصلي بعدما ينتصف الليل ثلاث عشرة ركعة. وسئلت أم سلمة عن صلاة رسول الله(ص)في الليل فقالت: ما لكم وصلاته، كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما ينام، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصبح. وعن الامام الصادق(ع) في حديث يشرح فيه كيفية احياء النبي(ص) لليل: "كان يُؤتى بطهور فيخّمر عند رأسه ويوضع سواكه تحت فراشه ثم ينام ما شاء الله، فإذا استيقظ جلس، ثم قلّب بصره في السماء ثم تلا الايات من ال عمران ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ...﴾ ثم يستن ويتطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قرائته ركوعه، وسجوده على قدر ركوعه، يركع حتى يقال متى يرفع رأسه ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه، ثم يعود إلى فراشه فينام ماشاء الله، ثم يستيقظ فيجلس فيتلوا الايات من ال عمران ويقلّب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيصلي أربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثم يعود إلى فراشه فينام ماشاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلوا من ال عمران ويقلّب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم الى المسجد فيتوضأ ويصلي الركعتين ثم يخرج إلى الصلاة".
المصدر: من كتاب دروس من سيرة الرسول جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
الهوامش ك
(1) البحار ج 83ص 16
(2) سنن النبي للطبطبائي ص 32
(3) امالي الطوسي 47