والإنسان السلبي يرى أن الحياة انتهت مع هذه المشكلة أو المصيبة ولا يمتلك قدرة الاعتراف بنقاط ضعفه التي كانت من أسباب ظهور المشكلة بل إنه ينفي أي مسؤولية له مع حصول هذه المشكلة، أما الإنسان الإيجابي فإنه يعترف أن الحياة لا تخلو من مشاكل وهو يتقبل أخطاءه ويتحمل مسؤوليته تجاه الخطأ..
والكثير يلجأ- لحلّ المشكلات – إلى اتباع المسكنات المؤقتة سواء في تناول الأقراص المنومة أو الإدمان على المخدرات أو التواري عن ساحة المشكلة دون السعي لإيجاد حل لها.
وهناك نوعين من الوسائل في التعامل:
1- إيجاد الحلول والعلاج
2- تحمل المشكلة
وتحمل المشكلة – حينما يغيب الحل – يترك آثاره السيئة على نفسية الفرد، ولكن تحمل المشكلة نفسه لا يعني الاستسلام لها بل معناه نوع من التكيّف والملاءمة مع هذه المشكلة، فمثلاً في ظروف الضغط السياسي قد تكون الهجرة خارج البلد هو الحلّ الأنجح ولكن ليس بمقدور الكل ذلك لذا يجب تحمل الأوضاع السياسية السيئة مع تعميق الإيمان بالله والمواظبة على الأوردة والدعاء وتقوية الذات عبر استرجاع صور المسلمين الأوائل وجهادهم وإشغال النفس بأفكار إيجابية، وأيضاَ حينما يكون الأب حادّ المراس ويمنع ابنته من إتمام الدراسة فليس معنى هذا أن الحياة انتهت إذ يمكن تحصيل الثقافة بوسائل عديدة وعصرنا هو عصر الانترنت والمعلوماتية .
والزوجة التي تعيش مشاكل حادة مع زوجها ولكن لا سبيل إلى الانفصال يمكنها أن تخفف حدّة هذه الأزمات عن طريق التفكير الجدّي في توفير أمن الأسرة وإشغال الفكر بأمور تنفع كالمهارات مثلاً، هنا هي تبقى تتحمل زوجها ولكنها تبدأ البحث عن مكيّفات للحال كي لا تدوم المشاكل بهذه الحدّية.
وللأسف فإن البعض يأخذ حل مشكلته مماثلاً لحل مشكلة فلان الذي مر بنفس الحال وهذا خطأ كبير فما ينطبق على زيد لا ينطبق على عمرو كما أن الأحوال لا تكون 100% من حيث التشابه لذا فالأفضل أخذ فكرة عن الحلول المطروحة ودراسة الحل الأنسب بما يلي:
1- الحفاظ على الهدوء أولاً.. فالانفعال والغضب الشديد لا ينفع بأي حال من الأحوال سوى في تأزيم المشكلة.. وربما يضاعف الآثار السيئة للمشكلة في التدهور الصحي أو دمار العلاقات الاجتماعية. الهدوء إذن هو المعين على التفكير الجيد وهو بداية صحيحة لاتخاذ القرار الجيد، ولا بأس من الاسترخاء فهو يعتبر عقار طارد للغضب ويسمح لنا بدراسة المشكلة بصورة أفضل.
2- دراسة المشكلة من كل أبعادها وتأثيراتها السلبية والإيجابية ومن جميع النواحي وعلى جميع الأفراد المتعلقين بها.. ولهذا قد يكون من المناسب كتابة المشكلة وكتابة أبعادها ولو بخلاصة مختصرة.
3- إستقراء كل الحلول المساعدة على حل المشكلة.. وهذا يتم بعد معرفة الأسباب الباعثة لها.. وأحياناً تكون الحلول طويلة الأمد أو قصيرة الأمد ومن الأفضل دراسة الحلول مع دراسة آثارها.
4- مشاورة الآخرين لحل الأزمة. فمن شاور الناس شاركها في عقولها.. ولكل تجاربه التي تعينه على وضع الحل الأنسب وباتخاذ محصّلة عامة عن الحلول والآثار والمقترحات يمكن الوصول إلى حلّ جذري لها.
وأحياناً لا تكون هناك مشكلة بهذا الوضوح والشدة وهي مجرّد أوهام والعلاج لابد وأن يكون لهذه الأوهام ويمكن معرفة هذا النوع عن طريق التفريغ فلو تكلمت امرأة عن مشكلتها مع صاحبتها ثم شعرت بعدها أن المشكلة انتهت فلتراجع أفكارها السلبية التي زرعت هذه الهموم.
• من كتاب النجاح في عالم المرأة , كفاح حداد - بتصرّف