*التواصل الصحيح مع الأبناء
تواصلوا مع أبنائكم وتعاملوا معهم بصداقة وأبوَّة.
أفضل الآباء هم الذين يصادقون أبناءهم وبناتهم، فمع أنهم يظهرون الهيبة والإرشاد والتوجيه الأبوي والمحبة, هم أيضاً يتحلون بإخلاص الصديق.
إن كان لولدكم الشاب سؤال أو كلام أو هموم، فإن أول أُذُن يجب أن تسمعه هي أذنكم وأذن زوجاتكم.
عليكم أن تتواصلوا مع عائلاتكم. لا تقولوا: "إن الأعمال كلها ملقاة على عاتقي؛ (أو) تأخرنا ساعة أو ساعتين؛ ولم نبدي البشاشة؛ الأمر بسيط فهذا ليس كفراً؛ لم تنزل السماء على الأرض"!!.
لا؛ أنا أوصيت كل مسؤولي الدولة بهذا؛ وأقول دائما خصِّصوا ساعات من وقت عملكم المتواصل، من أوقات استراحتكم، لعائلتكم, وأفيضوا على زوجتكم وأولادكم من محبتكم ورعايتكم واهتمامكم وعاطفتكم.
يجب أن تكونوا أنتم القدوة.
قد يطرح عليكم ولدكم إشكالاً لا تعرفون حلّه. ما الذي ينبغي فعله ها هنا؟ هل يصح أن نقول للشاب اسكت ونقابله بالعبوس؟ هذا ليس حلاً. إنه خطأ. هل يصح القول له وماذا يعنيك من هذه الأمور؟
هل يحق لكم إن لم تكونوا متمكّنين فكرياً من هذا المطلب أن تقدموا جوابا واهياً وتمزجوا الغث بالسمين فتقدموه غذاء لولدكم؟
هذا كله سيّىء، ولكن يمكن التصرف بنحو سليم؛ أن تقول لهذا الشاب أو الشابة من أبنائك يوجد لسؤالك جواب، غير أنني لا أعرفه. ولكن لأجلك سوف أسأل؛ وأسأل.
إن كانت شبهة دينية فارجع إلى فردٍ ثقة وعالمٍ بالدين؛ وإن كانت شبهة سياسية فارجع إلى عالمٍ بالسِّياسة ثقة؛ اذهب واسأل؛ أنت تتعلم وكذلك تنوّر ذهن هذا الشاب وتمنحه الطمأنينة.
وإن وجدت أن انتقال ونقل المطلب صعب عليك، رتّب الأمر بحيث يصل هذا الشاب إلى منبع الهداية ذاك - الذي يملك حل الشبهة - ليزيل شبهته بيُسْر.
أوصيت الأصدقاء مراراً وأوصيكم أنتم كذلك تكراراً:
خصصوا وقتاً لأبنائكم واعلموا أن الشباب بفضل النورانية والصفاء الموجود في قلوبهم سيقبلون كلامكم.
يجب أن يكون لديكم كلام مقبول ومنطقي مع أبنائكم؛ حول كل مسألة مهمة بنظركم؛ حول الدين، حول الثورة، ..، حول المسائل المستجدة التي تطرح يومياً.
ينبغي أن يكون لديكم كلمة في هذا المجال. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"؛ هذا مهم جداً. نوّروا بصيرتكم وبصيرة أبنائكم. اعتنوا بوعي أولادكم وزوجاتكم..
المصدر: موقع السيد القائد