قيمة الوقت:
الوقت من النعم الإلهية التي سنسأل عنها يوم الحساب، وهدر الوقت جزافاً أو عدم تنظيمه يخل بنظم الحياة، يوتسبب بمشاكل وتقصير في العمل أو في المنزل، فكيف لو كانت الأعمال من الوظائف المهمة، فقد يؤدي إهمال عامل الوقت فيها إلى تضييع الإمكانات وهدر الإنجازات... وهنا يصدق القول المشهور: " الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"
مظاهر عدم انتظام الأوقات
تضيع أوقاتنا عندما:
-لا ننظّم الوقت، ونحتار كيف نصرف أوقات الفراغ، ونعمد إلى تقطيعها كيفما كان.
- نؤجّل الأعمال ونخلط المشاغل بعضها ببعض، ولا ننجز ما كنا خطّطنا له.
-نتصرف بعشوائية في أداء بعض الواجبات، ولا نجد الوقت للقيام بالأعمال المفيدة، كالمطالعة مثلاً!
-نؤجل المواعيد أو لا نلتزم بها، أو نتأخّر عنها.
- يكون الغالب على اهتمامنا جلسات اللهو والسمر، بينما تنتظرنا في العمل أو المنزل واجبات أخرى أهمّ.
- لا ننجز الأعمال والتكاليف في وقتها المحدد.
ارشادات عملية لتنظيم الوقت
- اعتبار الوقت نعمة وأمانة إلهية، يجب المحافظة عليها، وهذا شرط أساسي للتوفيق في الأعمال.
-شكر هذه النعمة، واستثمارها بأفضل الأعمال والإنجازات.
- عدم تأجيل الأعمال، فالوقت يمرّ مرّ السحاب، وخير البر عاجله.
- الحرص على عدم إقحام الأعمال الخاصة ضمن دوام العمل.
- احترام المواعيد، فالمؤمن إذا وعد صدق، حتى لا تضيع أوقات الآخرين أيضاً.
- تجنب كل ما فيه مضيعة للوقت( السهرات والألعاب عديمة الفائدة...).
- تقسيم الوقت وتنظيمه، والعمل بالوصية الدائمة: " الله الله في نظم أمركم" من خلال:
1- التخطيط للأعمال، سواء اليومية أو الأسبوعية وتحديد الأهم فالمهم، ووضع البرنامج الملائم لمختلف النشاطات والأعمال.
2- توزيع الأوقات وفق حجم الأعمال، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: " توزيع الوقت وتوسيعه"، حيث سيتسع وقتك للكثير من الأعمال إذا قسمتها وجعلت لكلٍ منها حيّزاً كافياً لا أكثر، على سبيل المثال: إذا كان عمل ما يأخذ منك ساعتين فلماذا لا تنجزه في 3 ساعات؟!، وإذا كان الوقت المخصّص لمهمتك يومين لكنك أنجزتها في يوم واحد، فاليوم الثاني ليس فراغاً، وله عمل آخر.
3-استخدام المفكّرة(أو أي دفتر ملاحظات) بشكل دائم، ودّون المهام المطلوبة وحتى اليسيرة منها وخاصة المرتبطة بمواعيد العمل والناس.
4- جعل الوقت شاملاً لجميع الأنشطة، وتخصيص ساعة للعبادة وساعة للعلم والمطالعة وساعة لمحاسبة النفس وساعة للترفيه عنها كما ورد في الحديث.
5-تقييم الأعمال والنشاطات، وكذلك العبادات ومدى التزامك بالبرنامج الذي وضعت.
برنامج عمل الإمام الخميني قدس سره
كان برنامج عمل الإمام الخميني قدس سره اليومي(عندما كان في باريس) على النحو التالي: 4 إلى 6 ساعات مخصّصة للنوم والإستراحة، وبقية الساعات للعمل، فكان يبدأ عادة بعد صلاة الفجر بتلاوة القرآن ثم مطالعة التقارير والأخبار إلى الساعة 8. ثم يستريح لساعتين بعد تناول طعام الظهيرة ويعاود العمل إلى موعد صلاتي المغرب والعشاء،وبعد أدائهما يعاود العمل إلى منتصف الليل، حيث ينام في حدود الساعة الواحدة كما ينقل المقربون عنه.وكان برنامج عمله يشتمل بالإضافة إلى قيامه بإلقاء الخطابات واستقبال الجامعيين وغيرهم يومياً ولعدّة مرّات، على كتابة أجوبة الاستفتاءات، قراءة التقارير وترجمات الأخبار والمقالات المهمة والرسائل... وإجراء المقابلات الصحفية وإصدار البيانات وأداء الفرائض والنوافل وقراءة جزء من القرآن الكريم والاجتماع بالعائلة وأعضاء مكتبه.
قبسات من سيرة الإمام الخميني قدس سره- الحياة الشخصية- ص 37
يوم وليلة على هدي الإمام الخامنئي دام ظله
1- من الأمور الثابتة في برنامج القائد اليومي، أن يستيقظ قبل ساعة من صلاة الصبح فينصرف لإحياء هذه الساعة بصلاة الليل والدعاء وتلاوة القرآن ويستمر برنامجه العبادي حتى أداء صلاة الصبح.
2- يتسلّق السيد القائد الجبل بعد صلاة الصبح عدّة مرات في الأسبوع وفي أيام أخرى يستريح قليلاً بعد شروق الشمس، ليبدأ عمله عند الساعة الثامنة صباحاً.
3- بعد الساعة الثامنة، يلتقي مسؤولي الدولة والجيش والضيوف ممن طلبوا لقاءه، فيقدّمون تقارير أعمالهم ويعطي القائد رأيه والتوجيهات اللازمة. وقد تستمر هذه اللقاءات حتى الظهر، فيصلّي الظهر جماعة، ويتوجّه إلى منزله من أجل تناول طعام الغذاء والاستراحة. ومن ثم يعود في الساعة الرابعة فيستأنف عمله حتى صلاة المغرب التي يصلّيها جماعة.
4- يطالع السيد القائد في فترة المساء، ويستمع إلى الأخبار، ثم يجلس مع عائلته لمدة ساعة، يستمع إليهم ويحدّثهم بروح أبويّة شفافة.
سيماء الولاية- ص 19
نظّم وقتك على هدي المعصومين عليهم السلام
-عمرك رأسمالك:
"يا أبا ذر كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك"
" لا تزول قدما عبدي يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه.."
الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله
-قسم وقتك:
"اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات، ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات"
الإمام موسى الكاظم عليه السلام
- انتهز فرصة العمر:
" الفرص تمر مر السحاب فانتهزوها إذا أمكنت في أبواب الخير وإلا عادت ندماً"
" إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ويأخذان منك فخذ منهما"
أمير المؤمنين عليه السلام
-إياك والنوم الكثير:
"إن الله عز وجل يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ".
"كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا"
الإمام جعفر الصادق عليه السلام
على هدي الإمام الخميني قدس سره
الاستفادة من الوقت:
بني.. لا تضيع الفرصة، بل اغتنم اللحظة الواحدة،لأن القضية عظيمة الأهمية، والرحلة شديدة الخطورة.فإذا قصّر الإنسان في هذه الدنيا-التي هي مزرعة الآخرة- يكون السيف قد سبق العذل، ولن تستطيع إصلاح فساد النفس، ولا يكون نصيبك سوى الحسرة والندم والذل. من وصية الإمام الخميني قدس سره لابنه السيد أحمد " إن الذين استطاعوا تحقيق أهدافهم في هذه الدنيا ووصلوا إلى مراتب مرموقة هم الذين التزموا بالنظم والانضباط في شؤونهم الحياتية". " على السادة أيضاً أن يجتهدوا في العمل وفق برنامج منظّم وتقسيم الأوقات بدقة فهذا يجعل الأوقات والأعمال مباركة".
قبسات من حياة الإمام الخميني قدس سره الشخصية- ص39
يوم الحسرة
يقول الله تعالى في إشارة إلى يوم القيامة: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ سورة مريم(الآية: 39)، إن كل لحظة واقعية والتي تكون أقل من ثانية واحدة تصنع لكم الدرجات العليا في الآخرة، ولكنكم يوم القيامة سترون كيف أنّ آلاف ملايين اللحظات قد ضاعت في الدنيا مقابل لا شيء، أفلا يورث هذا الأمر ندماً؟ يوم الحسرة هو هذا، حيث ترون أنّ قسماً من لحظات عمركم قد صُرِف في مسيرة البعد عن الهدف وعن الله تعالى.
الإمام الخامنئي دام ظله
* المصدر : موقع جمعية المعارفالإسلامية الثقافية