تشيع في أوساط العوام مجموعة من الطرق المستخدمة في الكشف عن العسل الطبيعي، ويتوهم هؤلاء بأن تلك الطرق كفيلة بتمييز العسل والحكم على جودته , إليكم بعض الطرق العلميّة والمجرّبة للتمييز بين العسل الطبيعي وغيره :
- العسل الطبيعي عند وضعه على منديل ورقي فإن العسل يتكوَّر كنقطة متماسكة، بينما في حالة العسل المغشوش يمتص المنديل جزء من العسل ولا يتكوَّر على المنديل.
- عند وضع العسل الطبيعي على مرآة فإنه يتكوَّر بنفس الخطوة السابقة، وعلى النقيض في حالة العسل المغشوش.
- عند وضع قطرة من العسل الطبيعي على الرمال أيضًا تتكوَّر في حين تمتص الرمال العسل المغشوش.
- عند غمس قلم حبر في العسل الطبيعي يكتب القلم بشكل اعتيادي، في حين أنه لا يكتب إذا ما كان العسل مغشوشًا.
الكثيرون يلجأون لوضع العسل في الثلاجة من باب الحفاظ عليه من التلف، في حين أن العسل الطبيعي مضاد للميكروبات فلا داعي للخوف من تلف العسل، وبوضع العسل في الثلاجة فإن العسل قد يتجمد ويصبح مظهره كالسمن، ويسمى ذلك تحبُّب العسل أو ترميل العسل إذا أنه يصبح قريبًا من مظهر الرمال. يحكم العوام على هذا العسل بأنه مغشوش، فيؤرق هذا الحكم النحالون؛ مما يدفع بعضهم إلى حيلة تمنع تجمد أو تحبُّب أو ترميل العسل.
تحبُّب العسل مسألة طبيعية لأنها تخضع لعملية كيميائية تسمى البلمرة Polymerization وهي تحدث للعسل في فصل الشتاء حيث أن الجو البارد يحفِّز عملية البلمرة، كما تحدث صيفًا عند وضع العسل في الثلاجة. البلمرة في أبسط صورة هي تجمع جزيئات الصغيرة ذات الوزن الجزيئي المنخفض مع بعضها البعض لتكوين بلورة كبيرة الجزيئات وعالية الوزن الجزيئي. تحبُّب العسل ظاهرة تحدث لأكثر من 95% من أنواع العسل الطبيعي، والجلوكوز يتبلور بحيث يكون مركز البلورة أجزاء من الشمع أو حبوب اللقاح وأحيانًا أجزاء من اليرقات الموجودة في العسل. تمثل جزيئات الشمع أو حبوب اللقاح مركزًا للبلورة وحولها جزيئات الجلوكوز، في حيت أن الفركتوز والسكروز لا يتجمدا.
كيف نتخلص من تحبُّب العسل؟
إعادة العسل إلى حالته السائلة تستوجب وضعه في حمام مائي مع التقليب المستمر. يراعى عدم وضع العسل على النار مباشرةً حيث يترتب على ذلك تكسير جزيئات السكريات المكوِّنة للعسل وإنتاج مادة الألفا هيدروكسي ميثيل فورورال (Hydroxymethylfurfural (HMF؛ وهذه المادة تتكون من حلقة فيوران بالإضافة لمجموعات ألدهيد وحكول مرتبطة بالحلقة، وهي ضارة بجسم الإنسان عامة وبالكبد على وجه الخصوص. في تحاليل العسل والمواد الغذائية يتم اعتبار وجود مادة HMF دليلًا على المعاملة الحرارية المبالغ فيها لهذه المنتجات.
* خاص موقع الزكيّة