وردت في جملة من المصادر أقوال عن المعصومين ، تصف المرأة بنقصان العقل ومنها : قول ينسب لأمير المؤمنين وهو "إن النساء ... تواقص العقول" ولكن قبل التطرق الى معنى النص والمراد منه يجب علينا أن ندرك معنى العقل لان العقل في اللغة هو العقد والامساك ، ويقسم العقل الى قسمين حيث يقول أمير المؤمنين : العقل عقلان عقل الطبع وعقل التجربة، وكلاهما يؤدي المنفعة" (مطالب السؤول 49)
أما الطبع فيعني الادراك السليم للاشياء والقضايا واما عقل التجربة فيراد به العلم والمعارف المستحصلة من التجارب العملية .
ومن هنا يمكن فهم ما معنى نقصان عقل المرأة الوارد في النص إذ من الممكن أن يكون المقصود نقص الادراك السليم للاشياء والقضايا ، وحسن التدبير والتقدير ، وممكن أن يكون المعنى الثاني أي الحاصل من التجربة الحياتية - إذ قلما نجد أمرأة تخوض غمار الحياة بشؤونها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية - ولذلك توصف بالنقصان وهذا المعنى لا يقتصر على النساء إذ هناك الكثير من الرجال ممن لا خبرة لديهم في شؤون الحياة ، ولا خاض تجاربها يتصف بنقصان العقل أيضا ، إنما وصفت المرأة بهذا التنقص لغلبتها فيها دونه.
ثانيا : نقصان الذاكرة والتجربة
لعل المراد من النقصان هو نقصان الذاكرة ولذلك علل النقص في النص بأن شهادة إثنين من النساء تعدل شهادة رجل عادل واحد كما جاء في نص القران الكريم { فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الاخرى} البقرة 282 إذ الضلال في هذه الاية تعني الضياع والنسيان
ثالثا :تأثير العاطفة على العقل
ويمكن أن يكون النقص هو تأثير الجانب العاطفي على النساء في غالب الحالات ، وتأثير نمط حياتهن واستغراقهن في شؤون البيت والاسرة في معظم الحالات ، فالمرأة أكثر عاطفة واحساسا من الرجل ،والعاطفة أذا كانت على هذا المستوى فهي تضعف قوة التعقل عند الانسان وتمنع إرساء حكمه .
وسواء فسرنا النقصان بمعنى نقصان الذاكرة والتجربة أو تأثير العاطفة على العقل ، فذلك لا يعتبر إنتقاصا أو إمتهانا ولا يجعلها من الدرجة الثانية في إنسانيتها ، ذلك لان العاطفة المتهيجة والاحاسيس الجياشة هي ما يحتاجه المجتمع في المرأة ، فإن حمل الجنين في أحشائها وإرضاعه وتربيته ، يحتاج في أدواره البدائية الى العاطفة المطلفة، والاحاسيس المرهفة ، ولولا أن الله تبارك وتعالى وهبها هذه العاطفة لما حملت إمرأة جنينا، ولما ربت وليدة وليدها ، فتكامل الحياة وتطورها واستمرار وجود الانسان وتنظيم سلوكه واعتدال نفسيته يحتاج الى عاطفة المرأة كما يحتاج الى عقل الرجل ، وكذلك الرجل يحتاج الى من يحن عليه ويعطف على حاله ويداريه ، فكان بحاجة الى المرأة وفي نفس الوقت فإن المرأة فإن المرأة التي تحمل هذه العاطفة العالية بحاجة الى عقل الرجل وتدبيره ، فكل واحد منهما مكما للاخر { هن لباس لكم وأنتم لباس لهم} البقرة 187
المصدر: ثلاثون سؤالا وشبهة حول المرأة (شؤون الثقافة والتبليغ مكتب الامام الخامنئي)