ذكرى إستشهاد الإمام الحسن (ع)

ذكرى إستشهاد الإمام الحسن (ع)

بعض أحوال الامام الحسن (ع) بعد استشهاد أبيه (ع)

 

روى الشيخ الصدوق والمفيد وغيرهما انّ أمير المؤمنين(ع) لما توفى قام الحسن(ع)، فصعد المنبر ، وأنشأ خطبة بليغة تشتمل على ذكر معارف اللّه‏ وحقائقه فقال : نحن حزب اللّه‏ الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلّفهما رسول اللّه‏(ص) في أمته فقال : انّي تارك فيكم كتاب اللّه‏ وعترتي ، والتالي كتاب اللّه‏ فيه تفصيل كلّ شيء لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعوّل علينا في تفسيره لا نتظنّى تأويله بل نتيقّن حقائقه ، فأطيعونا فانّ طاعتنا مفروضة اذ كانت بطاعة اللّه‏ عزوجل ورسوله مقرونة .

قال اللّه‏ عزوجل» : ياَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْآ أَطِيعُواْ اللّه‏َ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَزَعْتُمْ فِى شَىْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّه‏ِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّه‏ِ وَالْيَوْمِ الاْءَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (1) .

« ثم قال(ع):لقد قُبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون بعمل ، ولا يدركه الآخرون بعمل ، لقد كان يجاهد مع رسول اللّه‏ فيقيه بنفسه ، وكان رسول اللّه(ص) يوجّهه برايته ، فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ولا يرجع حتى يفتح اللّه‏ على يديه .

ولقد توفى(ع) في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ، والتي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسى ، وما خلّف صفراء ولا بيضاء الاّ سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله . ثم خنقته العبرة فبكى وأبكى الناس معه ، ثم قال : أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن الداعي الى اللّه‏ باذنه ، أنا ابن السراج المنير،أنا من أهل بيت أذهب اللّه‏ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، أنا من أهل بيت فرض اللّه‏ مودّتهم في كتابه فقال تعالى : « قُل لا أَسْألكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً الاّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنا إِنَّ اللّه‏َ غَفُورٌ شَكُورٌ »(2) . فالحسنة مودتنا أهل البيت .

ثم جلس ، فقام عبد اللّه‏ بن عباس بين يديه فقال : معاشر الناس هذا إبن بنت نبيّكم ووصيّ امامكم فبايعوه ، فاستجاب له الناس ، فقالوا : ما أحبّه الينا وما أوجب حقه علينا ، وبادروا الى البيعة له بالخلافة ، فشرط عليهم الحسن(ع)ان يكونوا صلحاً لمن صالح وحرباً لمن حارب ، فقبلوا ذلك منه . وكانت البيعة في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة وكان عمره الشريف(37) سنة ، ثم نزل من المنبر فرتّب عماله وأمر الامراء ، وأنفذ عبد اللّه‏ بن عباس الى البصرة ونظر في الامور3.

الهوامش : 

النساء : 59 . (2)  

الشورى : 23 . (3)  

الارشاد : 188 مع اختلاف ما ، عنه البحار 43:362 ، ضمن حديث 4

  المصدر :

منتهى الآمال الشيخ عباس القمي (1) 

 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com