لو نظرت إِلى المجتمعات البائدة لرأيت أنَّ أحَدَ أسبابِ انهيارها الغناءُ المحرم و "توابعه"...
ولو فتَّشْت عن أصول الفساد في المجتمعات المنحلَّة خُـلُـقياً في هذا الزمن لوجدت من بينها الغناءَ والرقصَ والموسيقى والمجون...
ومَنْ أُريدَ إِفسادُه أو إِضلالُه أو تحويلُه عن أهدافه الأساسية فأحد المداخِلِ إِلى ذلك الغناء والموسيقى.
وإِذا تعلَّق الشباب بهما وما يستلزمانه فلا مجال بعد للكلام عن الإيمان والجهاد والتضحية وبناء المجتمع الصالح...
وهذا يرجع إِلى أجوائهما التي تنمو بين والرقص والابتذال والحركات الرخيصة والكلمات الساقطة والأجواء الموبوءة والتهاون بأعراض الناس ومقدَّساتهم ومعاشرة أهل السوء والمنكر...
ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله "إياكم واستماعِ المعازف والغناء، فإِنَّهما يُنبتان النفاق في القلب، كما يُنبتُ الماء ُ البقل" ولو لم يكن في الغناء والموسيقى إِلا الذي ذكرنا آنفاً لكفى!!! كيف لا وهي منكرٌ بذاته صارفٌ عن ذكر الله ومن أهم مصاديق اللَّغو المحرَّم.
ورد في النص الشريف عن مولانا رسول الله صلى الله عليه واله :" الغناء يُنبتُ النِّفاق في القلب".
وفي النص المبارك عن مولانا الصادق عليه السلام قال: الغناء مما أوعد الله ُ عزَّ وجل عليه النار، وهو قوله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾. وسمع أحد الصحابة آلات الموسيقى، فوضع اصبعيه في أُذنيه، وتجنَّب تلك الطريق، ولم يرفع إِصبعيه من أُذنيهِ حتى تأكَّدَ من رفيقه بذهاب تلك الأصوات وقال: "كنتُ مع النَّبي صلى الله عليه واله فسمع مثلَ هذا، فصنع مثل هذا". أما سمعت الله عز وجل يقول ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا﴾ً .
فالأمر الذي لا شك به أن سماع الأغاني والموسيقى مما يتناسب مع أهل الفسق والفجور محرم، كما أن له آثار سلبية دنيوية وأخروية.... كما أن المرء يحشر يوم القيامة مع من يحب، فاذا كنت من المعجبات بالأغاني والمطربين والمطربات فستحشرين معهم ... تأملي قليلا... أين مثواهم؟ فلتتجنبي أختاه هذا الطريق الشائك الذي يبعدك أشواطا وأشواطا عن رضا الله سبحانه وتعالى.
المصدر: من كتاب أخي الحبيب, للسيد سامي خضرة- بتصرف