العرفان هو مقام عظيم يطمح إليه كل مؤمن وهو يختصر كلّ المعاني الرائعة التي يحملها حول الدين والحياة المعنوية وأهم هذه المعاني ما يرتبط بمعرفة الله ولقائه وشهود عظمته ,
فهل سمعنا بالزواج العرفاني اي الزواج الذي يمكن أن يكون طريقنا إلى الله .
إن الزواج فيه الكثير من الفوائد التربوية التي ترقى إلى مستوى تهيئة النفس لتلقي أنوار المعارف الإلهية .
إن القاعدة الكبرى في السير والسلوك العرفاني هي أن على السالك أن يحطّم صنم الأنا ويتجاوز أنانيته ليكون لائقاً لاستقبال تجليّات الأسماء الإلهية على قلبه .
فالزواج يحمل معه فرصة عظيمة لتحقيق هذا الهدف بل لو قلنا أنّ باطن الزواج وروحه تكمن في التنازل عن الأنا والأنانية لما كنّا مبالغين ابداً ففي الزواج الكثير من المواقف والمتطلبات التي تلزمنا بالتنازل عن أهوائنا فيما لو أردنا لزواجنا النجاح والهناء والاستمرارية والتقوى .
يتعارض هوى الزوج مع هوى الزوجة في العديد من الحالات حتى لو لم يكن أحدهما قاصداً لذلك إنّها طبيعة الحياة الدنيا لما فيها من نقص في الموارد والامكانات فلو اصرّ كلّ طرف على ما يهوى ويريد لما استقامت الحياة الزوجية يوماً .
إنّ الزواج هو دعوة مفتوحة للحصول على مشتهيات النفس هو في الحقيقة دعوة باطنية للتخلّص من هوى النفس وتحطيم صنم الأنا ورفض الأنانية .
فلو نظرنا إلى زواجنا كفرصة إلهية للسفر المعنوي ولو كنّا نرى الحياة الدنيا كلها معبرا أو محطة لحياة ابدية ولو تعاملنا مع حياتنا على هذه الأرض لسهل علينا النظر إلى الزواج من منطلق تهذيب النفس ولأوجدنا فيه الكثير من المعاني العرفانية والحقائق السلوكية .
* المصدر : السيد عباس نور الدين – كتاب الزواج في مدرسة الإيمان