ورد في القرآن الكريم والسُنّة: أنّ الإنسان يتمتّع بحياة مؤقّتة ومحدودة في الحدّ الفاصل بين الموت ويوم القيامة، والتي تُعتبر رابطة بين الحياة الدنيا والحياة الأخرى (١) .
والإنسان بعد موته، يُحاسب محاسبة خاصّة من حيث الاعتقاد، والأعمال الحسنة والسيّئة التي كان عليها في الدنيا، وبعد هذه المحاسبة المختصرة، ووفقاً للنتيجة التي يحصل عليها، يُحكم عليه بحياة سعيدة أو شقيّة، ويكون عليها إلى يوم القيامة (٢) .
وحالة الإنسان في عالَم البرزخ تُشابه كثيراً حالة الشخص الذي يُراد التحقيق معه لمَا قام به من أعمال، فيُجلب إلى دائرة قضائيّة كي تتمّ مراحل الاستجواب والاستنطاق منه، لغرض تنظيم ملفٍ له، وبعدها يقضي فترة ينتظر خلالها وقت محاكمته.
روح الإنسان في عالَم البرزخ، تعيش بالشكل الذي كانت عليه في الدنيا، فإذا كانت من الصُلحاء، تتمتّع بالسعادة والنعمة وجِوار الصُلحاء والمقرّبين لله تعالى، وإذا ما كانت من الأشقياء، تقضيها في النقمة والعذاب، ومصاحبة الأشرار، وأهل الضلال.
فاللهُ جلّ شأنهُ يصف حالة بعض السُعداء بقوله:
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) (3) .
وفي وصف حالة مجموعة أخرى، الذين كانوا يُنفقون أموالهم وثرواتهم في مشاريع غير مشروعة في الحياة الدنيا، يصفهم بقوله تعالى:
( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (4) .
* المصدر :• من كتاب الشيعة في الإسلام - العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
(١) البحار: ج٢ باب عالَم البرزخ.
(٢) البحار: ج٢ باب عالَم البرزخ.
(3) سورة آل عمران: الآية ١٦٩ - ١٧١.
(4) سورة المؤمنون: الآية ٩٩ - ١٠٠.