بالإضافة إلى حط الذنوب الذي يحصل بسبب المرض، هناك زيادة ثواب يمكن أن يحصل عليه المريض إذا تحلّى بمجموعة من الآداب العامّة والخاصّة:
أ - الصبر والشكر للَّه تعالى:
تعتبر مسألة الصبر والشكر من أهمّ العوامل المسببة للرحمة الإلهية ورفع الدرجات (وبشِّرِ الصابرين )، فالآية تبشر الصّابرين مؤكّدة أن الهداية هي النتيجة الحتميّة لمن يتحلى بالصبر(أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
وقوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)، ولا يكفي في"الشكر وعدم الكفران" تحريك اللسان بعبارات الشكر فقط، بل لا بد من استثمار كل نعمة في محلها وعلى طريق نفس الهدف الذي خلقت له، كي يؤدّي ذلك إلى زيادة الرحمة الإلهيّة، فلا بد للمريض أن يصبر على مرضه ويشكر اللَّه تعالى على إحسانه.
ب - عدم الشكاية :
قال تعالى:(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) .
إنّ الاستمداد من قوّة الإيمان عاملٌ مهم في اجتياز اختبار المصائب دون اضطراب وقلق، مع التسليم لأمر الله تعالى والابتعاد عن الشكاية التي تنقص الأجر والثواب.
وفي رواية أنه سئل الإمام الصادق (ع) عن حدّ الشكاية للمريض، فقال(ع) " : إن الرجل يقول حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق، وليس هذا شكاة وإنما الشكوى أن يقول لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد، ويقول:لقد أصابني ما لم يصب أحدا).
وقد ورد عن رسول اللَّه (ص) أنه قال:"من شكا مصيبة نزلت به فإنّما يشكو ربّه" .
ج - دفع الصدقة
ورد في الرواية عن الإمام الصادق (ع) " : داووا مرضاكم بالصدقة " .وعنه (ع) أيضاً قال السائل سمعته يقول":يستحب للمريض أن يعطي السائل بيده، ويأمر السائل أن يدعو له." .
د - الإذن للناس بزيارته
ينبغي للمريض أن يأذن للزائرين بالدخول عليه، فلعل دعوةً من أحدهم تكون سبباً لنزول الرحمة الإلهية، ففي الرواية عن الإمام أبي الحسن الكاظم (ع): " إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه فإنه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة".
هـ - الدعاء بالشفاء
يقول تعالى :( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ).
إنه من موارد الدعاء؛ خاصة لرفع البلاء، فإن أصيب الإنسان بمرض فعليه - بالإضافة للتداوي - طَرْقُ بابِ الدعاء، فيدعو لنفسه ويدعو المؤمنون له...ولدعاء الأم خصوصية، فإنه يخرج من صميم قلبها وهي أحنّ الناس على ولدها فتتضرع إلى الله تعالى بإخلاص قلّ نظيره
ولا بأس بأن ندعو للمريض بأي دعاء، ولكن الأفضل أن ندعو بما ورد في الروايات الشريفة، ومن هذه الأدعية أن يُقال: " اللهم اشفه بشفائك، وداوه بدوائك، وعافه من بلائك". وورد في بعض الروايات:من قال عند المريض :" اسأل اللَّه رب العرش العظيم أن يشفيك ( سبع مرات ) إلا عوفي ". وعن الإمام الصادق
(ع) :" لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان عجباً".
* المصدر : موقع الهيئة الصحية الإسلامية