لمحته فأحبّته ثم هامت به، وإذا بها تبني الآمال والأحلام. تشعر أنها ولدت من جديد، وأن حياتها –من دونه- كانت بلا معنى! تفعل كل شيء من أجل عينيه، وتستعد لتقلب كل كيانها حتى يرضى عنها حبيبها!
...ومتى ما أصبحت شريكة حياته، ظنت نفسها أنها ملكته، وجلست تنتظر أن يغمرها بعشقه. وصارت –فجأة- تريده أن يحبها كما هي، بعيوبها واسلوبها وطريقتها!!
الحبّ عمل..وليس شعور محض
سيدتي
لا تكوني مغرورة لأن زوجك تعلّق بك من أول نظرة فتظني أن حبه سيكون خالداً والى الأبد.
إن زوجك يتعطش للحب والمودّة والصداقة. لقد كان ينعم بحب أبويه وعطفهما وها هو الآن تربطه بك علاقة الزواج الطاهر.. لقد أسلم قلبه إليك وينتظر منك الحب. إن الإنسان الذي يتلفت حوله ثم لا يرى أحداً يحبّه يشعر ببرد الوحدة وصقيع الغربة فتجتاحه مشاعر الإحباط والكآبة.
إنه يحبك الآن بكل طاقته العاطفية التي تغمر جميع أحبابه فهو ينتظر منك أن تحبيه، بنفس المستوى.
إنه الآن يكدح من أجلك.. من أجل أن تنعمي بحياة هانئة إنه يفتح صدره لك ويحميك من الخطر.. إنه الشريك الحقيقي لك والذي يقاسمك هموم الحياة وحلاوة العيش.
أعرفي قدره، وأحبيه من صميم قلبك، بالقول والفعل، بأن تكوني كما يحب، جميلة بنظره قلبا وقالبا. وثقي أن نداء الحب لن يبقى دون صدى... فالحب الحقيقي يجسّده طرفان أنت وهو، ومتى ما كان الحبّ من طرفين كانت المعجزة .
إن بيت الزوجية الذي ينهض على الحب والإخلاص والوفاء للمحب هو أسعد البيوت على الإطلاق وأكثرها دفئا. ولقد أشار اللّه سبحانه إلى آياته في تفجير نبع الحب في ظلال العلاقة الزوجية وجعل من هذه الظاهرة دليلاً على وجوده وعظمته بقوله سبحانه: « ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة «.
الحب يبني الحياة
عن النبي (ص): إنَّ من خير نسائكم الولود الودود.
ويقول الامام علي بن موسى الرضا (ع): واعلم أنّ النساء شتّى فمنهنَّ الغنيمة والغرامة وهي المتحبّبة لزوجها والعاشقة له..
المرأة التي تحب زوجها تنفذ الى قلبه فتبعث فيه الحماس والأمل ليكون موفقاً في كل حياته. ومتى ما أدرك الزوج أنه قد أصبح محبوباً من زوجته أسيراً في قلبها، فإنه سيندفع ومن أجلها إلى خوض غمار الحياة ليؤمن لها حياة هانئة ،وسوف يضحي كثيراً في سبيل هذا الهدف. كما أن الرجل الذي لا يعاني نقصاً في هذا الجانب يكون سليماً من الأمراض النفسية والعصبية.
سيدتي العزيزة! إن الزوج إذا لمس منك بروداً في المودّة والحب فإن قلبه لن يتعلق بك ولن يتحمس في العمل، سيكون مشتّت التفكير حائراً في ميدان الحياة.. بل أنه سينزلق في مهاوي الفساد والانحراف؛ لأن الإنسان في مثل هذه الظروف سوف تنتابه الهواجس ويساوره تفكير حول جدوى السعي والعمل من أجل أفراد لا يكنّون له حبّاً ومودّة.. ومن الأفضل له أن ينطلق في حياة الانفلات بحثاً عن الأصدقاء.
كيف تظهرين حبك له؟
• حاولي أن تبرزي له عاطفتك وتجسّديها بأعمالك وسلوكك
• استقبليه بحفاوة، واذا ما عاد من سفرفلا تبخلي عليه بباقة ورد تجسّد حبّك وعاطفتك.
• كم هو مؤثر لو أرسلت له رسالة وهو ما يزال في سفره تسطّرين له كلمات المحبّة والاشتياق ولوعة الفراق.
• كم هو جميل و أن تسمعيه كلمات المودّة: لقد ضاق صدري من أجلك اشتقت إليك كثيراً.
• إذا ما عاد إلى المنزل متأخراً ذات ليلة فاظهري له مشاعرك في القلق من أجله بدل أن تبدأي التحقيق معه!
• احفظيه في الغياب ، امدحيه أمام الأصدقاء والأقارب وإذا ما أراد أحدهم أن يغتابه ويذكره بسوء فدافعي عنه.
* المصدر: كتاب نحو حياة دافئة - الشيخ ابراهيم الأميني بتصرف.