الشهادة نعمة إلهية يمنحها الله سبحانه وتعالى لخاصّة أوليائه
يقول الإمام الخميني قدس سره: "الشهادة هدية من الله تبارك وتعالى لمن هم أهل له" 1
فعلى الإنسان أن تتوفر فيه صفات الشهيد ويكون أهلاً للشهادة حتى يمنّ الله تعالى عليه بها.
ومن هذه الصفات :
1- الزهد في الدنيا
إن كان للدنيا من قيمة فلأنها مزرعة الآخرة، ومسجد أولياء الله، وطريق الوصول إلى ساحة رضاه، فلو قطعناها عن كل ذلك ونظرنا إليها نظرة مادية، فلن يكون لها أي قيمة على الإطلاق، كما أخبر عنها أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له:
"كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾2،
بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها. أما والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ..."3
هكذا يجب أن يكون المجاهد في سبيل الله، زاهداً بالدنيا عارفاً بمقام الشهادة
﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾4.
فإن الإنسان كلما اقترب من الآخرة وابتعد عن التعلق بالدنيا، يكون بذلك قد مهد الطريق لنفسه للإنخراط في سلك الشهداء الذين يختارهم الله تعالى، ويكللهم بلباس كرامتها.
وقد أكّد الإمام الخميني قدس سره "إن المجاهد في سبيل الله أسمى من أن يقيّم عمله النفيس بزخارف الدنيا"5.
*المصدر : من كتاب : الشهادة في فكر الإمام الخميني قدس سره
المصادر والمراجع
1- صحيفة النور، ج 10، ص 11.
2- القصص: 83.
3- نهج البلاغة ج 1، ص 36، من الخطبة 3، المعروفة بالخطبة الشقشقية.
4- آل عمران: 157.
5- صحيفة النور، ج 19، ص 296.