ولِدَ الإمام الرابع، من شاه زنان بنت (يزدجرد مَلك إيران) ، وهو الولد الوحيد الذي بقى للإمام الثالث بعد واقعة كربلاء، إذ إنّ أخوته الثلاثة استشهدوا فيها، وقد شهدَ الواقعة، ولكنّه لم يُشارك فيها لمرضه، ولم يكن قادراً على حمل السلاح، فحُملَ مع الأسرى (الحَرَم) إلى الشام.
وبعد أن قضى فترةَ الأسر، أُرجِع مع سائر الأسرى إلى المدينة، وما ذلك إلاّ لجلب رضى عامّة الناس.
عندما رجعَ الإمام الرابع إلى المدينة، اعتزلَ الناس في بيته، وتفرّغَ للعبادة، ولم يتّصل بأحدٍ سوى الخواصّ من الصحابة مثل: (أبي حمزة الثُمالي) ، و (أبي خالد الكابلي) وأمثالهم، ولا يخفى أنّ هؤلاء الخاصّة كانوا يوصِلون ما يصلهم من الإمام من معارف إسلاميّة إلى الشيعة، واتّسع نطاق ثقافة الشيعة عن هذا الطريق، فنرى ثمارهُ في زمن الإمام الخامس.
وممّا ألّفهُ وصنّفه الإمام الرابع كتاب يحتوي على أدعية تُعرَف بـ (الصحيفةُ السجّاديّة) ، وتشتمل على سبعة وخمسين دعاء، والتي تتضمّن أدقّ المعارف الإلهيّة ويقال عنها: (زبورُ آل محمّد) .
كانت مدّة إمامته (عليه السلام) خمساً وثلاثين سنة حسب بعض الروايات الشيعيّة، ودُسّ إليه السمّ (١) على يد (الوليد بن عبد الملك) ، وذلك بتحريض من هشام، الخليفة الأموي، سنة ٩٥ للهجرة.
*المصدر : الشيعة في الإسلام – العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
-(١) مناقبُ ابن شهرآشوب ج٤: ١٧٦، دلائل الإمامة: ص٨٠، الفصول المهمّة: ص١٩٠