هي زينب الكبرى بنت علي(ع) وهي سيدة الإسلام الشجاعة، وثالث أبناء فاطمة الزهراء(س) بعد الحسن والحسين(ع). ولدت في العالم السادس للهجرة، في أشرف عائلة عرفها التاريخ، فهي تربّت على يد جدّها(ص) وأبوها علي(ع) وأمّها فاطمة(ع) وإلى جانب أخويها الحسن والحسين ريحانتي رسول الله(ص).
سارت زينب(ع) في طريق صعب وطويل حتى فاجعة كربلاء، وفي فاجعة كربلاء شهدت مصرع أخوتها وبنيها وأبناء أخوتها وجميع أفراد عائلتها ثم سيّرت أسيرة من العراق إلى الشام، وتولت رعاية حرم رسول الله(ص) من نساء وأطفال، طوال هذه الأحداث المروعة دون أن تفقد شيئاً من صبرها، بل حركت الغضب ضد يزيد الطاغية الأموي، ورفعت ـ بشجاعة لا نظير لها ـ راية مواجهة الجناة، وأدّت دوراً مدهشاً شكّل ـ فيما بعد ـ مقدمة تخليد ملحمة عاشوراء واستمرار مواجهة الحق للباطل في جميع العصور. أفعال السيدة زينب(س) واقوالها أثبتت في سجلّ التاريخ الإسلامي بين سطور الخالدين تحت عنوان "الحالة الزينبيّة" وأصبحت قدوة للنساء المسلمات. واليوم ..
نحن فخورون بالنساء المقتديات بنهج السيدة زينب (ع)، إذ يسعين لتحقيق أهداف القرآن والسنة، فهن منهمكات في هذا الطريق العظيم، غير مباليات بتقديم الأرواح والأموال والأعزاء في سبيل الله تعالى. إنهن يجاهدن جنباً إلى جنب الرجال ـ بل قد يفوقنّهم أثراً ـ من أجل إعلاء كلمة الإسلام وأهداف القرآن الكريم. ويقمن بتقديم أسمى الخدمات في المواقع الخلفية بنحوٍ يفجّر الحماس والاندفاع في قلوب الرجال، ويزلزل قلوب الأعداء والجهلة ـ الأشدُّ سوءاً من الأعداء ـ ويملؤها حنقاً وغضباً. وما أكثر ما رأينا من النساء الجليلات وهن يمارسن دورهن الزينبي مفاخرات بفقدهن الأبناء، ومضحيات بكل شيء في سبيل الله تعالى والإسلام العزيز، مدركات أن ما حصلن عليه يفوق جنات النعيم سمواً، ناهيك عن سموه على متاع الدنيا الرخيص.
المصدر: الوصية الإلهية السياسية، الإمام الخميني (قده) ---زينب- قدوة- الخميني