مبدئياً لا يمكن ، إلا في بعض الحالات الاستثنائية. ويكون الألم محتملاً بشكل عام، باستثناء 25% من الحالات حيث تعتبر المرأة الألم غير محتمل، ويعود ذلك إلى حالتها النفسية عند الولادة.
ينبغي على كل حامل أن تتعرف على التمارين والتقنيات المخففة للألم عند الولادة، فإذا كنت واثقة من نفسك ومن التمارين التي تعلمتها فأنت تملكين بعض التقنيات التي تريح أعصابك وتجعلك واثقة من قدرتك على مواجهة الوضع.
وتساعد تقنيات التنفس والاسترخاء الجيدة على تحمل المخاض الطويل. أما المرأة غير المستعدة والمضطربة، العاجزة عن النظر بموضوعية إلى الحدث الذي تعيشه، فلن تتمكن من السيطرة على ألمها، وسيكون أكثر حدّة لأنها أوجدته بنفسها. وهذا الأمر ليس افتراضاً بحتاً، إنما هو ظاهرة نفسية صحيحة. فالدماغ، وتحت تأثير الألم، يفرز مواد شبيهة بالمورفين لتخفيف هذا الألم، وتسمى أندروفين.
أما تحت تأثير الضغط أو الخوف، فتفرز الغدد الكظرية الأدرنالين الذي يعيق إنتاج الأندروفين، فتشعر المرأة، بمزيد من الألم، ويترافق ذلك مع تسارع نبضات القلب ووتيرة التنفس، فضلاً عن ارتفاع ضغط الدم. ينجم عن كل ما تقدّم خلل في عمل عضلة الرحم الذي ينشّطه هورمون الأوسيتوسين من جهة ويعيقه هورمون الأدرينالين من جهة أخرى، فيعمل بطريقة غير متناسقة ودون فعالية، وتثقله السموم الناتجة عن التعب العضلي المتأتي عن الانقباضات. وبالتالي، تشعر المرأة بمزيد من الألم على مستوى هذا العضل الرحمي، كما تطول فترة المخاض، وتصبح عملية التوسّع أبطأ، لتتعطل كلياً في بعض الأحيان، فيضحي الألم غير محتمل. يميل الوسط الطبي حالياً إلى اعتبار الألم شرطاً غير أساسي للوضع،
ويقترح حلولاً طبية للألم كالتخدير الموضعي للحوض (peridurale). لكن الكثير من النساء يفضّلن أن يعشن هذه التجربة بكامل انفعالاتها وصولاً إلى حدودها القصوى باعتبارها تحدٍ على الصعيدين الجسدي والانفعالي.
غير أن المرأة تشعر بمزيد من الراحة والأمان إذا ما عرفت أنها قد تحصل على دواء أو على تخدير موضعي في حال بلغ الألم أشده، علماً أن التخدير لن يعطي مفعوله إلا بعد 10 أو 20 دقيقة.
إن ثقة المرأة الحامل بحسن سير الوضع تجعلها أكثر استرخاء وتساعدها على تحمّل الألم، فيصبح التخدير بالتالي غير ضروري. إن القضاء على الألم أو تخفيفه من التقنيات المعروفة جيداً في الوقت الحاضر. لكن يجب أن ندرك أنه لا يتم اللجوء إلى إحدى هذه التقنيات، مهما كانت، منذ بدء المخاض. الطب لتجنب الألم؟
1. البنج العام تخضع الحامل للبنج العام إذا ما تألمت كثيراً وإذا ما شكّل تعبها أو هلعها خطراً على ولادة الطفل. لكن مدة البنج لا تتعدّى الساعة الواحدة، وبالتالي تعطى المرأة البنج حين يتمدد عنق الرحم جيداً أي في أواخر الولادة حين تصبح الانقباضات قوية جداً ولا سيما إذا ما واجه الطفل صعوبة في الخروج. ولقد تراجع استخدام البنج العام منذ اعتماد التخدير الموضعي للحوض، ويتم اللجوء إليه عندما يتعذر استخدام البنج الموضعي لأسباب مختلفة:
- ضرورة إجراء عملية قيصرية بشكل طارئ.
- ضرورة استخدام ملقط الجنين في بعض الحالات عند خروج الطفل.
- لفصل المشيمة يدوياً إذا لم تنفصل بشكل طبيعي.
- إذا كانت المرأة تعاني من عائق جسدي كتشوّه خٍلقي (تكويني) في العمود الفقري مثلاً.
2. التخدير الموضعي للحوض أصبح استخدام هذه التقنية شائعاً، ومن حسناتها أنها تخدّر القسم السفلي من الجسم ولا تُفقد الحامل وعيها. ووفقاً لكمية المخدر المعطاة يمكن أن تشعر المرأة بعض الشيء بالعمل الجاري أو لا تشعر به مطلقاً. تخضع المرأة للتخدير الموضعي حين يتمدد عنق الرحم جيداً ليصل إلى 3سم تقريباً. تُحقن بمادة مخدرة ما بين الفقرتين الثالثة والرابعة، فتؤثر على الأعصاب المتمركزة في النخاع الشوكي. ويوضع مسبار، وهو أنبوب بلاستيكي دقيق، في مكان الحقنة تحسّباً لضرورة إعطاء جرعة أخرى. تكون الكمية الأولى قليلة، في الواقع، كي لا تفقد المرأة إحساسها بالحوض كلياً وحرمها من أيّ شعور، أي كي لا «تُسرق» منها ولادتها. ليست دورالتوليد كلها مجهزة بالفريق الكفوء لإجراء التخدير الموضعي للحوض، إذ يتطلب هذا الأمر وجود طبيب بنج بشكل متواصل.
وهذا سؤال إضافي يجب أن تطرحيه على نفسك قبل أن تقرري أين ستلدين. - سيئات التخدير الموضعي للحوض:
هي قليلة بالمقارنة مع المنافع:
• زيادة عدد الملاقط المستخدمة لإخراج الجنين لدى المرأة البكرية، إذ تفقد الإحساس بحوضها وتتراجع رغبتها في الدفع.
• قد تشعر المرأة بآلام في المنطقة القطنية لمدة 24 إلى 36 ساعة بعد الولادة.
• قد تشعر بصداع قوي على مدى يومين أو ثلاثة بعد الولادة. حالات استخدام التخدير الموضعي للحوض:
• تجنب البنج العام، في حال استخدام الملقط لإخراج الجنين أو حتى في حال الولادة القيصرية مع تخدير موضعي للحوض تستطيع الأم مشاهدة ولادة طفلها وسماع صرخته الأولى ولمسه. إن الآثار السلبية لهذه العملية هي أقل منها في الولادة مع بنج عام إذ لا تعاني المرأة من سلبيات الاستيقاظ.
• في حالات الولادة الطويلة المؤلمة جداً.
• في حال عدم اتساع الرحم. فهذه التقنية تجعله أكثر ليونة وتسرّع عملية الاتساع بسبب أثرها المضاد للتشنج.
• تسمح هذه الطريقة بالولادة الطبيعية، في بعض الحالات، للنساء المعرضات للخطر، كالمصابات بداء السكري أو بداء في القلب، أي اللواتي كان ينبغي أن يخضعن لعملية ولادة قيصرية.
المصدر: دليل المرأة الحامل، ماري كلود دولاهاي.