الأسلوب القصصي في القرآن الكريم

الأسلوب القصصي في القرآن الكريم

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَْْ}

 

القرآن معجزة الإسلام الخالدة، تحدّى العالم في الإتيان بمثله، وعجزت العرب بكل أدبائها وشعرائها وما كانت تفخر به من القدرة على البيان وصناعة الكلام عن تحدي هذا القرآن والإتيان بآية واحدة من مثله. وفي القرآن أساليب متعددة من البيان، وأكثر هذه الأساليب تأثيراً في النفوس هو الأسلوب القصصي وقد قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ﴾. فما

هي فائدة القصة ولماذا استخدم القرآن أسلوب القصص؟ ذكر العلماء فوائد عديدة من اعتماد القرآن على أسلوب القصة بل والإكثار منه،

ومن هذه الفوائد:

1ـ القصة أشد أثرا في النفس إنّ القرآن نزل للتأثير على النفوس، وما من شيء أشد أثراً على النفوس من أسلوب القصة، ولذا اعتمد القرآن على إيراد الموعظة بنحو القصة. وذلك لأن القصة تعطي دليلا حسيا ملموسا لمن يسمعها، فتكون أشد وقعا في النفس.

2ـ في قصص الماضين عبرة إن الإنسان إنما بدأ يتدرج في مراتب الرقي والحضارة من خلال اعتماده على تجارب الماضين من آبائه وأجداده، فتلافى ما وقعوا فيه من أخطاء، وعمل على تطوير ما توصلوا إليه من تجارب. والتاريخ مرآة تنعكس عليها جميع ما للمجتمعات الإنسانية من محاسن ومساوئ ورقي وانحطاط والعوامل لكل منها. وعلى هذا فإن مطالعة تاريخ الماضين تجعل عمر الإنسان طويلا بقدر أعمارهم حقا، لأنها تضع مجموعة تجاربهم خلال أعمارهم تحت تصرفه واختياره. وهذا هو تفسير المراد من العبرة في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ .

3ـ أسلوب القصة سهل ومفهوم القصة والتاريخ مفهومان عند كل أحد، على خلاف الاستدلالات العقلية، فإن الناس في مستوى الإدراك ليسوا سواسية. وعلى هذا فإن الكتاب الشامل الذي يريد أن يستفيد منه البدوي والأمي... إلى الفيلسوف والمفكر والمتمدن، يجب أن يكون معتمدا على التاريخ والقصص والأمثلة. -

4القصة في سبيل التعليم والتربية خطا القرآن الكريم أحسن الخطوات في بيان التواريخ والقصص في سبيل التعليم والتربية، وفي القرآن لا تذكر الوقائع التاريخية في أي مجال بشكل عار من الفائدة، بل تذكر معطياتها بشكل ينتفع بها تربويا. ولقد تمكن الخطاب القرآني في كتاب الله ومن خلال اعتماد أسلوب القصة من تسجيل أهداف مهمة في خدمة رسالة الإسلام والنبوة ومن هذه الأهداف:

أولا:إثبات نبوة نبي الإسلام فالنبي صلى الله عليه و اله و سلم عاش في مكة لم يخرج منها ـ إلا في سفر مكة ـ ولم يفارق قومه قط، فتاريخ حياته بيّن واضح لديهم ولكنك تجده يورد من قصص الأمم السالفة والأنبياء ما لم يكن لأحد اطلاع عليه ولم يكن لأحد إنكاره ولا مجال إلا بالتصديق به وقد قال تعالى مخاطبا نبيه مذكرا قومه بأن هذا القرآن لم يكن من عند محمد نفسه بل هو من عند الله: ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.

ثانياً: بيان وحدة الأديان الإلهية عندما يورد القرآن الكريم قصص الأنبياء السابقين، فأنه يريد بيان أن هذه الرسالة السماوية أي الإسلام هو امتداد لكافة الشرائع السابقة، وان الدين كله من اللّه سبحانه وان الأساس للدين الذي جاء به الانبياء المتعددون هو اساس واحد لا يختلف بين نبي وآخر، فالدين واحد ومصدر الدين واحد أيضاً وجميع الانبياء أمة واحدة تعبد هذا الاله الواحد وتدعو اليه.

ثالثا: تثبيت القلوب لقد واجه النبي صلى الله عليه و اله و سلم وأصحابه الكثير من المصاعب في تاريخ الدعوة الإسلامية، فأراد الله عز وجل أن يسلي نبيه ويزيح عنه ذلك الهم الكبير الذي شغل نفسه به ألا وهو دعوة قومه إلى الحق وهو يواجه تحدّيهم له ورفضهم الإيمان به وقد قال تعالى: ﴿وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ .

رابعا - تصديق التبشير والتحذير - فقد بشر اللّه سبحانه عباده بالرحمة والمغفرة لمن أطاعه منهم وحذرهم من العذاب الاليم لمن عصاه منهم. ومن أجل ابراز هذه البشارة والتحذير بصورة حقيقية متمثلة في الخارج عرض القرآن الكريم لبعض الوقائع الخارجية التي تتمثل فيها البشارة والتحذيرثم خامسا - بيان نعمة اللّه على أنبيائه - ورحمته بهم وتفضله عليهم وذلك توكيداً لارتباطهم وصلتهم معه كبعض قصص سليمان وداود وابراهيم ومريم وعيسى

المصدر: • علوم القرآن، السيد محمد باقر الحكيم قده • قصص القرآن ، جمعية المعارف

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com