من المهم التفريق بين معنى "العدل" ومعنى "المساواة" فلا يصح الخلط بينهما، فالعدل هو وضع الأمور في مواضعها أو إعطاء كلّ ذي حقّ حقه، أمّا المساواة فهي التوزيع لشيء ما أو لحقّ ما بالتساوي، فلو منح معلّم كلّ طلابه درجة واحدة دون أن يأخذ بنظر الاعتبار المستوى الدراسي والجهد المبذول من الطلاب، يكون قد ساوى بين طلابه ولكنه لم يعدل بل ارتكب ظلماً .
كذلك لو وصف الطبيب دواءً واحداً لجميع مرضاه، وأعطى نفس نوعية الدواء وبمقدار متساو لكلّ المرضى، فهذه المساواة بين المرضى هي ظلم قطعاً بالنسبة لبعض المرضى.
كما أنّ في خلق المخلوقات على نسق واحد وبشكل متساو في بعض الصور ظلم، فلو تساوى قلب الحوت الذي يزن طناً مع قلب عصفور ، فهل هو عدل؟، أو تساوت جذور نبتة صغيرة مع جذور شجرة ضخمة، فهل هذا عدل؟ فخلق هذه الأمور بشكل متساوٍ هو عين الظلم، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
والأمثلة على ذلك كثيرة. والنتيجة أنّ المساواة في بعض صورها قد تكون ظلماً. فهناك فرق واضح بين المساواة والعدل.
المصدر: معارف الإسلام- جمعية المعارف الإسلامية الثقافية