ورد في كتاب توحيد المفضّـل أنّ الإمام الصادق(عليه السلام) قال له: "يا مفضّـل: أوّل العِبَر والدلالة على الباري جلّ قدسه، تَهْيِئة هذا العالم، وتأليف أجزائه ونَظْمُها على ما هي عليه، فإنّك إذا تأمّلت العالم بفكرك، وخَبِرْتَه بعقلك، وجَدّته كالبيت المبنيّ المعدّ فيه ما يحتاج إليه عباده، فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة كالبساط، والنجوم مضيئة كالمصابيح، والجواهر مخزونة كالذخائر، وكلّ شيء فيه لشأنه معدّ، والإنسان كالمالك لذلك البيت، والمخوّل جميع ما فيه، وضروب النبات مهيّأة لمأربه، وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه.
ففي هذا دلالة واضحة على أنّ العالم مخلوق بتقدير وحكمة وملاءمة، وأنّ الخالق له واحد، وهو الذي ألّفه ونظّمه بعضاً إلى بعض، جلّ قدسه وتعالى جَدّه وكَرُم وجهُه، ولا إله غيره تعالى عمّا يقول الجاحدون، وجلّ وعظم عمّا ينتحِله الملحدون.
المصدر:من كتاب توحيد المفضل