من الأدب الإسلامي السامي الابتداء بالسلام عند المواجهة ، التي لها جمالها وكرامتها ، ومن ثّم جاء الأمر به قبل كلّ شيءٍ ، في الكتاب العزيز ، والأحاديث المرويّة عن أهل البيت عليهمالسلام .
* من الكتاب العزيز :
١ ـ( وَإِذا جاءَكَ الّذينَ يُؤْمِنُونَ بآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) (١) .
أمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عند مجيء المؤمنين ومواجهتهم بالسلام عليهم قبل تبليغ البشارة بشمول الرحمة للتائبين منهم ، وسائر الأمور.
٢ ـ( يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيكُمْ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنْتُم تَعْمَلُونَ ) (٢) .
بدأت الملائكة بالسلام على العاملين قبقولهم لهم : ادخلوا الجنة.
أمّا الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهمالسلام فهي كثيرة ومنها :
١ـ عن الرسول الأكرم (صلىاللهعليهوآلهوسلم ) أنه قال : " ابدأوا بالسلام قبل الكلام ، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه " (3) .
٢ ـ وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه »(4)
ثم إن النهي المشدد عن الكلام قبل السلام ؛ لصون كرامة المواجهة ورعاية حقوق الأخوّة الإسلامية ، بل وحقّ إنسان مع إنسان آخر وهو السلام الضامن عن نيل الشر ، وقد سبق حديث الصدوق عن الصادق عليه السلام وفيه الجواب عن سؤال معنى التسليم في الصلاة؟
فقال : التسليم علامة الأمن ، وتحليل الصلاة ـ إلى أن قال عليهالسلام : ـ كان الناس فيما مضى إذا سلّم عليهم وارد أمنوا شرّه ، وكانوا إذا ردّوا عليه أمن شرّهم(5
والعادة مستمرة بين بعض طوائف العرب : إذا دخل داخل عليهم ولم يسلّم أو لم يأكل من طعام ربّ البيت ، خيف منه ، وعلم أنّه أضمر أمراً لابد منه ، والسلام أو أكل الطعام عندهم علامة الأمن منه.
* المصدر : من كتاب السلام في القرآن والحديث للشيخ محمد الغروي
١ ـ الأنعام : ٥٤.
2ـ النحل : ٣٢.
3 ـ أصول الكافي ٢ | ٦٤٤ ، باب التسليم ، الحديث ٢.
4ـ الوسائل ٨ | ٤٣٧.
5 ـ الوسائل ٤ | ١٠٠٦ ، معاني الأخبار ١٧٦.