:
إن القران الكريم وروايات أهل البيت وكذلك التجارب التاريخية تفيد أن للوالدين دور مؤثر في مصير الابناء أطفالا كانوا ام مراهقين او شباب وبتعبير اخر فان الوالدين يؤثرون في سعادة وشقاء الطفل وكذلك في سعادة وشقاء المراهق أو الشاب ، وإن للاب والام الدور والتأثير الكبير في سعادة وشقاء أبنائهم ، وفي رواية عن النبي الاكرم (ص) :" السعيد من سعد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه ".( تفسير روح البين المجلد 1 ص 104) . ومعنى هذه الرواية أن للاب والام دور مؤثر في مصير الابن ولا نقول ان الصلة التامة بل أنهم ممهدين ، فالام الجيدة والاب الذي يهتم فانهم يمهدون لسعادة وأخلاق ولدهم والام السيئة والتي لا تكترث للتربية وكذلك الاب الغير مبال لتربية أبناءه فإن لهم تأثير كبير أيضا يقول القرآن الكريم { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } ال عمران اية 6 أي أنكم عندما تفكرون في أنفسكم فكروا أيضا بأولادكم وكما تسعون لرزقكم فاسعوا لرزق أبنائكم وكم تؤدون الصلاة في اول وقتها ففكروا بصلاة ابنائكم وكذلك بالنسبة للحجاب والتقوى وغيرها من الامور العبادية المنجية. وفي آية قرانية ثانية {أن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم واهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين} الزمر اية 15 فالخاسر المبين هو الذي يخسر من أجل ابناءه يوم القيامة ويرد الى جهنم والخاسر المبين الذي لا ينقذ نفسه وزوجه وولده من نار جهنم وفي تالروايات يرد : ان الويل للاباء والامهات الذين يفكرون في دنيا اولادهم ولا يفكرون بأخرتهم وهذا يعني إن لم يربي الاهل أبنائهم تربية صحيحة ولا يعلمونهم الدين ولا الادب الصحيح فعادة يصبح هؤلاء الابناء وقحين ويطغون على الادىب ويقفون في وجه الجميع وفي وجه الاباء والمهات ويقول النبي الاكرم بهذا الخصوص : ملعون من سب عقوق ولده له. فإن هذا العقوق قد وجبه الاهل نفسهم فعليهم أن يربوه ويادبوه لكي يكون مؤدبا في المجتمع وفي البيت ولكي يكون متدينا وعطوفا فالتاجر الذي هيء الطعام لابناءه من الاحتكار والغش اي عن طريق الحرام والموظف الذي فعل الامر نفسه ، فمن الواضح أن أكل الحرام يؤثر على الاولاد ويجعلهم قساة القلوب ، وكذلك بالنسبة للفتاة التي لم تتربى على العفاف والحجاب والصبي الذي لم يؤدبه والده وكان همه نفسه فهؤلاء كلهم سيشتكون والديهم يوم القيامة , ويقولون " ربنا غن أهلينا كان عليهم ان يربونا قلم يفعلوا كان عليهم أن ينبهونا لصلاتنا ولم يفعلوا ولم يؤدبونا ولم يعلمونا الاخلاق الاسلامية الهنا فاننا من أهل جهنم وطالب لنا بذلك " وفي المقابل تورد بعض الروايات ان الاهل الذين اهتموا بتربية أبنائهم فإن ابنائهم يدعون لهم يوم القيامة ويقول لوالده جزاك الله خيرا ، فلقد أحسنت تربيتي وأصبحت من أهل الجنة ويرضى الله عنهم فلينتبه الاباء والامهات لتأمين مستقبل أبنائهم وذلك في الحد الوسط ليلتفتوا الى حياة الابن وزواج الابنة والابن هذه احد الحقوق الاهم من هذه فهي الاخلاق.
المصدر : تربية الطفل في الاسلام للاستاذ مظاهري