بقلم الحاجة عفاف الحكيم - 07-02-2011
كما رسم منهجاً عملياً حاسماً في التعاطي مع هذا التهديد التاريخي للأمة، حين اعتبر أن إسرائيل {غدة سرطانية يجب أن تزول من الوجود} فهي في نظره ليس فقط خطر على الأرض والموارد الطبيعية فحسب. بل على القيم الإنسانية والدينية والحضارية بأكملها لذا نادى باجتثاثها من الجذور مهما كان الأمر مكلفاً ومؤلماً. مؤكداً بأن استعادة المقدسات واجتثاث هذه الغدة لا يكون بالوسائل السياسية وإنما بالبنادق المعتمدة على الإيمان. وعليه فإننا نجد أن الإمام (قده) طرح خيار المقاومة بقوة كخيار وحيد لحسم المعركة. معتبراً أن مواجهة الصهيونية ومقاومة الاحتلال لأرضنا هو أهم عامل يمكن أن يجمع قوى الأمة بتياراتها المختلفة. حول محور مصيري واحد.
وإن ما دعا إليه الإمام. وما قامت به الجمهورية الإسلامية وما جسدته حركات المقاومة على أرض لبنان وفلسطين وضع العدو الإسرائيلي اليوم أمام مواجهة فريدة من نوعها.
فالمقاومة الإسلامية المجاهدة على أرض لبنان يعلم الجميع أنها تنتمي إلى فكر هذا الإمام وتلتزم نهجه. وإنه بفعل هذا الالتزام كان لها هذا التميز وهذا التأثير وهذه النتائج الباهرة التي غيرت الموازين وقلبت المعادلات.
هذه المقاومة التي صنعها الإمام تحمل العزم والصبر والأمل الآتي مع الإمام المهدي (ع) ووعد الله في القرآن بالنصر الحتمي ووراثة الأرض.
ولأنها هكذا فإن الإمام قال عنها قبل رحيله بسنتين (إن جهاد أبناء حزب الله في لبنان حجة إلهية على العلماء في العالم الإسلامي )
فتجربة المقاومة التي جسدت نهج الإمام في هذا المجال إنما تؤكد أن الفئة القليلة المؤمنة والمتوكله على الله تعالى قادرة على استعادة حقوقها وحضورها وقادرة أيضاً على إلحاق الهزيمة الساحقة بأعدائه. وهنا نذكر ما قالته وزيرة خارجية الكيان الصهيونة ( تسيبي ليفني) بعد وقف إطلاق النار في حرب تموز2006 بقولها أمام الصحافة العالمية (إن أقوى قوة في العالم لا تستطيع نزع سلاح حزب الله).