* نعمة الأولاد والذريّة الصالحة :
من نعم الله –سبحانه وتعالى- على الإنسان نعمة الأولاد والذرية الصالحة. وهذه النعمة أمانة يجب رعايتها حق الرعاية؛ فتضييعها يستوجب المؤاخذة، كما أن حفظها يستوجب الإكرام. فقد ورد عن رسول الله (ص): "الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة"1، لذا ينبغي بذل الأهل قصارى جهدهم في تربية أبنائهم.
ولعل من المفيد الاستعانة ببعض التوصيات، ومنها:
أولاً- الترغيب في الآداب الشرعية، وما تقتضيه السنة النبوية.
ثانياً- مدح الصالحين عند الطفل، بل ومدحه على أفعاله الحسنة، والذمّ عند صدور أدنى قبيح منه، لئلا يعاود الذنب مرة أخرى. وعن الامام الصادق (ع): " تجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه"2.
ثالثاً- منعه من الإسراف في المأكل والمشرب. فعليك أن تفهمه أن الغرض من الطعام هو كسب القوة لا اللذة.وتعليمه الآداب الواردة في الطعام: كعدم التعجيل في الأكل ، وعدم النظر في وجوه الآكلين ، والأكل مما يليه ، وتصغير اللقمة ، وجودة المضغ ، وغيرها من الآداب المذكورة في محلها.
رابعاً- تعويده على شيء من الخشونة في المعيشة ، ليشتد صلبه ويقوى عوده .
خامساً- تعويده على إكرام الغير كبيراً كان أو صغيراً .. ومراعاة أدب المجالس كعدم القهقهة ، و التثاوب ، والهذر. والابتداء بالكلام قبل السؤال وغير ذلك.
سادسا- تعويده على الصدق والصمت، و ترك الوعود الكاذبة، وعدم الحلف كاذباً أو صادقاً، وتجنب خبث القول والسب واللعن واللغو والتغني، بل تعويده على حسن القول وجميله فعن الرسول (ص): " سلامة الإنسان في حفظ اللسان"3.
سابعاً- تعويده على أن يخدم نفسه بنفسه، وتحذيره من إيذاء الغير، بل أمره بالرفق والمداراة.
ثامناً- النهي عن معاشرة من هم على خلاف أسلوبك في تربيته ، وإذا رأيت فيه مخالفة لأمرك ، فإياك وإياك والتوبيخ والتقريع ، وخصوصاً إذا رأيت مخالفته لك في السر لا في العلن!. فعن الإمام علي (ع):" لا واعظ أبلغ من النصح"4.
تاسعاً- مراعاة الآداب الشرعية الواردة كالعقيقة، والتوسعة في الإنفاق وغير ذلك .
* المصدر :من كتاب تذكرة المتقين للشيخ محمد البهاري الهمداني.