هو أبو عبد الله شمس الدين محمد بن مكي بن محمد الشامي العاملي الجزيني، ,. وأبوه هو الشيخ جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد بن حامد.
من كبار فقهاء ومجتهدي الشيعة في القرن الثامن الهجري , ومؤلف كتاب "اللمعة الدمشقية " الكتاب الفقهي الشهير.
ولادته:
ولد في سنة 734 هـ ، سنة 1333 م أو سنة 1334 م في جزّين من قرى جبل عامل في لبنان. وقُتل شهيداً على يد ولاة الدولة المملوكية. اشتهر في كلمات الفقهاء بـالشهيد الأول، لأنه من أوائل العلماء الذين استشهدوا في جبل عامل.
أسرته :
ينتمي الشهيد الأول إلى أسرة معروفة بالعلم والفضل وبلغوا مكانة تجعلهم من كبار عصرهم.
وللشهيد ثلاثة أبناء وهم الشيخ رضي الدين، والشيخ ضياء الدين، والشيخ جمال الدين، وكلهم كانوا علماء وفقهاء. وكانت زوجة الشهيد الأول (أمّ علي) فقيهة ومن النساء اللواتي عملن على ترويج علوم أهل البيت
( وكذا ابنته أم حسين واسمها فاطمة فقد كانت من علماء جبل عامل، وقد أطلق عليها لقب"ستّ المشايخ")
ألقابه :
اشتهر الشهيد وفقاً لما جاء في المصادر بـ " ابن مكي" ، و"الإمام الفقيه"، و" الشهيد" أو " الشهيد الأول "
لم يكتفِ الشهيد الأوّل بثقافته التي تلقّاها في جِزّين، بل راح يتطلّع إلى آفاق أُخرى في مراكز إسلاميّة لتلقّي المعارف الجديدة. فرحل إلى: الحلّة وكربلاء وبغداد، ومكّة المكرّكة والمدينة المنوّرة، والشام والقدس.. وهذه المدن كانت من أهم مراكز التوعية الدينيّة يومذاك , حيث تلقّى العلوم على يد كبار شيوخها المرموقين، أمثال: فخر المحقّقين ابن العلاّمة الحليّ.
آثاره الفاخرة :
خلّف لنا الشهيد الأوّل مؤلّفات عديدة، أحصاها بعض الباحثين إلى اثنين وثلاثين كتاباً رغم مشاغله الكثيرة وسعة مشاريعه التي كان ينهض بها وكان من أهم آثاره :
- اللُّمعة الدمشقيّة: وهي رسالة فقهيّة، جمع فيها أبواب الفقه ولخّص فيها أحكامه ومسائله. وقد ألفّها في سبعة أيّام ولم يَحضُره من المصادر الفقهيّة غير كرّاس (المختصر النافع) للمحقّق الحليّ، وهذا يدلّ على إلمامه الواسع وإحاطته بدقائق المسائل وجزئياتها.
- الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة , النَّفليّة . الألفيّة. ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة. غاية المراد في شرح نُكت الإرشاد , البيان , أربعون حديثا( أكثرها في العبادات) , القواعد والفوائد , . خلاصة الاعتبار في الحجّ والاعتمار. أحكام الأموات.
ما قيل فيه :
* ورد في كتاب العلّامة الأميني وصصف الشهيد الأول أنه : كهف الشيعة وعلم الشريعة
• قال الشهيد الثاني: شيخنا المحقّق، المدقّق، الجامع بين منقبة العلم والسعادة، ومرتبة العمل والشهادة، محمّد بن مكّي أعلى الله درجته، كما شرّف خاتمته.
• وقال فيه المحقّق الكَرَكيّ: فقيه أهلِ البيت في زمانه، علَم الفقهاء، قدوة المحقّقين والمدقّقين.
• وكتب الحُرّ العامليّ في (أمَلُ الأمِل ): كان عالماً ماهراً، فقيهاً محدِّثاً محقّقاً متبحّراً، جامعاً لفنون العقليّات والنقليات، زاهداً عابداً، شاعراً أديباً منشئاً.
• وقال الميرزا النوريّ في ( مستدرك الوسائل ): جامع فنون الفضائل، وحاوي صنوف المعالي، وصاحب النفس الزكيّة.
شهادته :
استشهد الشهيد الأول في يوم الخميس التاسع من جمادى الأولى سنة 786 هجري في عهد السلطان برقوق، وبفتوى من القاضي برهان الدين المالكي، وعباد بن جماعة الشافعي، بعد أن قضى عاما في السجن في قلعة الشام وفي حديثه عن كيفية مقتل الشهيد الأول قال الشيخ الحر العاملي: قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم ثم أحرق .
مضى الشهيد الأوّل بمآثر كبيرة غرّاء، وأعمال جليلة وأيادٍ بيضاء، في مضمار الفقه والشريعة.. خلّدته وثبّتت اسمَه في سجلّ المجاهدين العاملين في خدمة الإسلام. وأبقى لنا الشهيد الأوّل ذِكراً جميلاً وتراثاً يُفتخَر به ويُنتفَع منه.
* المصدر : موقع الجمعية العاملية لاحياء تراث العلماء .