نسب النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم :
يعود نسب النبي (ص)الى هاشم بن عبد مناف الذي تنتسب إليه أشرف أُسرة في مكة هي أُسرة بني هاشم. فهو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، المنحدر من ذرية اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام. ولدته أمه امنة بنت وهب في مكة المكرمة في منزل أبيه عبد الله بن عبد المطلب في شعب أبي طالب يوم الجمعة في السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل الموافق لسنة 571 للميلاد.
رضاعه:
لم يرتضع من أمه سوى ثلاثة أيام، ثم حظيت بشرف ارضاعه حليمة السعدية بنت أبي ذؤيب من بني سعد. فقد رأى عبد المطلب أن يرسل حفيده الى البادية ليكمل رضاعه هناك، وينشأ ويترعرع في البادية، ليكتسب اللغة الصحيحة، والقوة والمناعة. وكانت حليمة ترعاه هي وزوجها وتقدمه حتى على أولادها، وقد وجدت فيه كل الخير والبركة، وقد روي عنها أنها قالت: "قدمنا منازل بني سعد ومعي يتيم عبد المطلب، ولا أعلم أرضاً أجدب من أرضنا، فكانت غنمي تجيء حيث حلَّ محمد فينا جياعاً فنحلب منها ونشرب ويتدفق الخير علينا، وأصبح جميع من في الحيّ يتمنى ذلك اليتيم الذي يسَّر لنا الله ببركته الخير ودفع عنا الفقر والبلاء". بقي النبي مع حليمة إلى أن بلغ سن الخامسة، فعادت به الى أهله ليكون في كفالة جده عبد المطلب ثم في رعاية عمه أبي طالب. النبي في كفالة جده: فَقَدَ النبي (ص)أمه بعد عودته من حي بني سعد وله من العمر ست سنوات على أشهر الروايات، وأصبح بذلك يتيم الأبوين، فعاش في كفالة جده عبد المطلب، الذي كان يرعاه خير رعاية، ولا يأكل طعاماً إلا إذا حضر، وكان يفضله على سائر أبنائه.
النبي في رعاية أبي طالب:
قبل أن توافي المنية عبد المطلب كان قد جمع أولاده العشرة وأوصاهم بابن أخيه محمد (ص) وقد اختار عبد المطلب من بين أبنائه أبا طالب ليكون هو من يكفل محمداً بعده ويقوم برعايته، السفر الى الشام: تحدث المؤرخون عن رحلتين للنبي الى الشام، احداهما: بصحبة عمه، والأخرى: بصحبة غلام لخديجة في تجارة لها. في المرحلة الأولى: كان عمر النبي اثنتي عشرة سنة، وكان مع عمه أبي طالب ضمن قافلة تجارية لقريش، وفي الطريق توقفت القافلة في منطقة تسمى بُصرى، وكان فيها راهب يدعى بحيرا، وقد اتفق أن التقى الراهب قافلة قريش ولفتت نظره شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وراح يتأمل ويحدق في صفاته وملامحه، خاصة بعد ما رأى أن سحابة من الغيم ترافق محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أينما جلس لتحميه من حر الشمس، فسأل عنه بعض من في القافلة فأشاروا إلى أبي طالب وقالوا له: هذا عمه، فأتى الراهب أبا طالب وبشره بأن ابن أخيه نبي هذه الأمة وأخبره بما سيكون من أمره بعدما كان قد كشف عن ظهره ورأى خاتم النبوة بين كتفيه ووجد فيه العلامات التي وصفته بها التوراة والأناجيل وغيرها. وتذكر النصوص أن بحيرا أصرَّ على أبي طالب بأن يعود به الى مكة وأن يبقيه تحت رقابته خوفاً عليه من اليهود وغيرهم، فقطع أبو طالب رحلته ورجع به الى مكة. وفي الرحلة الثانية: كان عمر النبي خمسة وعشرين سنة، ويقول المؤرخون: إن سفره هذا كان في تجارة لخديجة بنت خويلد قبل أن يتزوج بها، وأن أبا طالب هو الذي أشار عليه العمل بالتجارة مع خديجة بسبب الوضع المادي الصعب الذي كان يعيشه انذاك. فدخل مع خديجة في شراكة تجارية، ولم يكن أجيراً لها، إذ لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجيراً لأحد قط، وسافر برفقة ميسرة وهو موظف لدى خديجة وربح في تجارته أضعاف ما كان يربحه غيره. بقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رعاية عمه أبي طالب حتى كبر وبلغ الخامسة والعشرين من عمره فتزوج بخديجة بنت خويلد.
الزواج من خديجة:
يذكر المؤرخون: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم تزوج بخديجة بنت خويلد زوجته الأولى عد عودته من رحلته الثانية الى الشام، وكان قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره الشريف ونكاد نقطع بسبب كثرة النصوص، أن خديجة هي التي بادرت أولاً وأبدت رغبتها في الزواج من محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعدما رأت فيه من الصفات النبيلة ما لم تره في غيره. مهنته صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة: يتحدث المؤرخون عن الأعمال التي كان يقوم بها النبي قبل البعثة لتأمين العيش وكسب الرزق، فيذكرون: أن النبي كان يرعى الغنم في مرحلة الصبا ومطلع الشباب، كما أنه عمل في التجارة الخارجية مع خديجة عندما أصبح شاباً في عمر الخامسة والعشرين.
المصدر :كتاب دروس من سيرة الرسول (ص) جمعية المعارف الإسلامية