عندما يطرح الإسلام احترام الوالدين، يطرح اسم الأم منفصلاً وبالاستقلال، من أجل تكريم مقام المرأة، ومع انه تعالى يقول :(إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً )"1" ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً "2" (وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً )"3 " (أن اشكر لي ولوالديك ) "4"ولكن مع كل هذا التكريم المشترك ، عندما يريد ان يذكر مشقات الوالدين ، يتكلم على مشقة الأم ، لا على مشقة الأب ، فقوله : ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً )"5"نرى انه تعالى يتكلم على مشقات الأم ثلاثين شهراً . ففترة الحمل والولادة وفترة الرضاعة صعبة على الأم. ويذكر كل هذا كشرح لخدمات الأم . وفي هذا القسم من القرآن لا تسمعون الله تعالى يقول : إن الأب تحمل مشقة . بناء على هذا فان الآيات القرآنية الواردة في مسألة معرفة حق الوالدين على قسمين : قسم من الآيات يبين معرفة الحق المشترك للوالدين ، وقسم آخر هي الآيات التي تخص معرفة حق الأم ، وفي المحل الذي يبين القرآن الكريم حكماً خاصاً بشأن الأب فهو من أجل بيان الوظيفة فقط . مثل : وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف "6" ولكن حين الكلام على التكريم وبيان الجهود ، يذكر اسم الأم بالخصوص .
الهوامش
(1) سورة الاسراء- الآية 23
(2) سورة الاحقاف - الاية 15
(3) سورةالاسراء - الاية 23
(4) سورة لقمان - الاية 14
(5) سورة البقرة - الاية 233
المصدر:جمال المرآة وجلالها لآية الله جوادي آملي