تتّخذ هذه الفراشة من كل زهرة بيتاً جديداً لها. وعندما تراقبين العصفور الصغير وقد اكتسى جناحاه بالريش الأصفر، تنتظرين اللحظة التي سيحلّق فيها بفرح مبتعداً عن عشه إلى أعلى الشجرة.
وأنت أيضاً مثل تلك الفراشة وذلك العصفور تستعدّين لبداية جديدة، هي بداية التكليف رحلة مشرقة في حياتك. لكن ربّما تتساءلين ما الذي سيتغيّر فيك ؟
فأنت لن ينبت لك جناحان، ولن تكتسي ذراعاك بريش يساعداك على التحليق في سماء الحياة الرحبة. لكنّك إذا نظرت إلى قلبك عرفت السرّ...
فعقلك وقلبك الصغيران لن يبقيا على حالهما، بل سيتّسعان شيئاً فشيئاً مع كل صلاة ودعاء وتلاوة قرآن , مع كل شكر لله، مع كل خير تعملينه أو عون تقدّمينه، ومع كل معرفة تحصّلينها.
عقلك وقلبك لن يبقيا صغيرين، سيكبران ويكبران... وسيحملانك بعيداً بعيداً في الآفاق، لتشاهدي الجمال الذي زيّن الله به هذا الوجود. حينها، ستعرفين أنّ الانسان هو أجمل المخلوقات وأكرمها، فيعمر قلبك بالحبّ والشكر والطاعة لله سبحانه وتعالى.
* خاص موقع الزكية