- (كِتابٌ أنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بإذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِرَاطِ الَعَزِيزْ الحَمِيدِ).1 هو الوحي الالهي النازل على قلب الانسان الكامل عبر الملك الجليل جبرائيل الامين ، في ليلة القدر وفي أشرف شهر. كان نزوله روحاً وأماناً وسكينة وأطمئناناً للنفس التائقة لربها إيذاناً بالقيام بأعباء الرسالة ومحطة لصمود الروح وتصفيتها لبلوغ صفاتها ورقيها الى جوار ربها وبارئها . إختزل القرآن بكلماته كتب الانبياء وصحف المرسلين ومعارف الاولياء والصالحين . هو تجسيد لغوي لمعارف علوية سامية ومضامين الهية راقية ، تنزلت من الحكيم الخبير . حمل كتاب الله التشريعات والأحكام وسير الأنبياء وقصص المرسلين وأسماء الله وصفات ربّ العالمين وأجاب عن أسئلة الانسان الكبرى ، من أين ؟ وفي أين ؟ والى أين ؟ بأدلة عقلية وبراهين منطقية . حدد تعامل الله مع الانسان والبشرية وأرسى قوانين وسنن الانسان التاريخية. فعن رسول الله صل الله عليه واله "إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقران، فإنَّه شافع مشفع وما حلّ مصدق، من جعله أمامه قاده الى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدلُّ على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيلٌ وبيانٌ وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم، وعلى تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليُجِلْ جال بصره، وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلّص من نشب".2 وفي نهج البلاغة يقول أمير المؤمنين "واعلموا أنّ هذا القران هو الناصح الذي لا يغشّ، والهادي الذي لا يضلّ، والمحدّث الذي لا يكذب، وما جالس القران أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدىً، أو نقصان في عمًى". 3
الهوامش:
1- سورة ابراهيم اية (1)
2-وسائل الشيعة ج4 ص 828 ب3 ح3 والأصول ص590
3 - نهج البلاغة (من خطبة أمير المؤمنين"ع" في بيان فضل القران) •
المصدر : السنن القرانية في حركة الانسان التاريخية للسيد صادق الموسوي