خيارات المواجهة الإيرانية للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي

خيارات المواجهة الإيرانية للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي

فشل الرهانات الغربية على تعب إيران وتقويضها جعل واشنطن تنسحب من الاتفاق بشكل منفرد

بعد إعلان دونالد ترامب قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، يتطلع المراقبون إلى مصير الاتفاق، سيما أن إيران المنتصرة بثورتها في سبعينيات القرن الماضي، وبقيادتها الحكيمة لن تهتز بهذا الانسحاب، وهي مستعدة لحرق هذا الاتفاق، كما أكد اية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي سابقاً، سيما أن هذا الاتفاق لم يكن مطلباً إيرانياً، بل هو معادلة غربية حاولت أن تفرض نفسها للحد من قوة المقاومة، وتقييد انتصاراتها في مواجهة الهيمنة الاميركية، وفق ما يؤكد الخبير الاستراتيجي محمد صادق الحسيني، الذي يشدد في حديث لموقع "العهد الإخباري" " فشل الرهانات الغربية على تعب إيران وتقويضها جعل واشنطن تنسحب من الاتفاق بشكل منفرد.

 وبالتالي فإن هذه الضغوطات لن تجعل إيران تغير قناعاتها بخلاف ما يزعم البعض، وهي لن تغير سياستها الإقليمية ولن تتخلى عن دعمها للمقاومة، حيث يرى الحسيني في هذا السياق، أن إيران اليوم أصبحت أكثر حرية، وأكثر وحدة على الصعيد الداخلي خلف الإمام الخامنئي الذي كان يقظاً وقرأ مبكراً أن أميركا ليست أهلاً للثقة، وأنهم لن يفوا بتعهداتهم.

وهذا الانسحاب سيعزز وفق ما يعتبر الحسيني نفوذ إيران الإقليمية ويعزز موقفها بالتمسك بالصناعة السلمية النووية، مشيراً إلى أن إيران كما أوضح الإمام الخامنئي لا تثق بالأوروبيين إلا بوضع شروط وأخذ ضمانات، لذلك إذا فشل الأوروبيين بإقناع أميركا بعدم فرض العقوبات فإن الاتفاق سيذهب أدراج الرياح".

ما تقدم يطرح تساؤلات عديدة عن الخيارات الإيرانية للخروج من الاتفاق، وهنا يقول محمد صادق الحسيني إن لدى "إيران سيناريوهات تجعلها صاحبة اليد العليا وفقاً لالتزامها بشروط الطاقة النووية، وأنها قد تلجأ إلى إعادة تفعيل المنشات النووية من دون حدود بالتخصيب أكثر من 20% في سبيل ما يحتاجه الشعب الإيراني وفي مقدمتها الكهرباء، وبالتالي فإن هذا الانسحاب سيدفع الإيرانيين للمزيد من الإبداع والجهد لتقديم أفضل ما لديهم، مؤكداً أن الحصار سيسقط عملياً بفضل الإرادة الوطنية.

وما تتمتع به إيران من إرادة صلبة، يجعلها تختلف كلياً عن شركاء واشنطن وعلى رأسهم السعودية، فأميركا تظن أنها من خلال الضغط على إيران ستتمكن من اجراء صفقات كبيرة، ويدفعها للتنازلات وتقديم الإمتيازات لها بالمجان كما تفعل السعودية، لكن الإدارة الأميركية عاجزة عن ذلك لأن إيران مختلفة كلياً. ولا يختلف أثنان على أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على طهران، سيخلف خسائر كبيرة في الاقتصاد العالمي، وخاصة الاقتصاد الأوروبي الذي ليس لديه القدرة على تحمل خسائر اقتصادية جديدة، وهذا ما يدفع

الدول الأوروبية إلى عدم الانسحاب من الاتفاق بعد بناء علاقات اقتصادية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ يوضح الخبير الاقتصادي الدكتور كامل وزنة أن الدول الأوروبية التي ما زالت تمتلك استثمارات وعلاقات إقتصادية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس من مصلحتها الإنسحاب من الاتفاق وفرض عقوبات جديدة على طهران لما لديها من استثمارات ضخمة معها.

ويضيف وزنة أن "الدول الأوروبية رفضت قرار الانسحاب، واعتبرت أن التعاون الأوروبي الإيراني ما زال قائماً، وأن هناك استثمارات بمليارات الدولارات لا يمكن لأميركا أن تعرضها للخطر، وهذه الاستثمارات لن تكون رهينة الإبتزاز الأميركي"، مشيراً إلى أنه في أقصى حالات التوتر سابقاُ بقيت المشاريع الاستثمارية في ايران التي تمتلك صداقات واستثمارات مع روسيا والصين ايضا. هذه العلاقات الاقتصادية التي بنتها طهران تجعل لها القدرة على الوقوف بوجه القرار الأميركي بصلابة دون تأثر مباشر في القدرة الاقتصادية، لأنها وفق الخبير الاقتصادي كامل وزنة تمتلك علاقات اقتصادية مع الصين التي تصدر للعالم أجمع بما فيها أميركا وبالتالي فإنها ستغطي الفراغات الاقتصادية التي يمكن أن تعاني منها الجمهورية الإسلامية،

مبيناً أن إيران منذ ثورة الإمام الخميني "قدس" تتعرض لضغوضات وعقوبات متتابعة، إلا أنها تمتلك ثقافة الاقتصاد المقاوم وثقافة الإستهلاك المحلي التي تجعلها تحتوي الأزمات على المدى المتوسط، ومع أن العملة الوطنية ستتأثر سلباُ إلا أنه في الفترة القادمة سيكون مفعول الإنسحاب من الإتفاق ملغى لدى الإيرانيين. وينوه وزنة إلى نقطة هامة جداً تتمثل في ارتفاع أسعار النفط،الذي يعتبر التهديد الأكبر على مستوى الاقتصاد العالمي، حيث أصبح برميل النفط بعد الانسحاب الأميركي من الإتفاق بـ76 دولاراً، والمفارقة هنا أن إيران ستكون المستفيدة وأميركا الخاسر الأكبر، لأنه مع تزايد قيمة النفط ستزداد الضريبة على أميركا كونها أكبر مصدر مستهلك للنفط.

المصدر:موقع العهد الاخباري

 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com