الشكر

الشكر

إنّ من آثار الشكر، زيادة النعمة ووفورها

حقيقة الشكر:

الشكر هو عبارة عن تقدير نعمة المنعِم، وتظهر آثار هذا التقدير في القلب بصورة الخضوع والخشوع والمحبّة والخشية وأمثالها، وعلى اللسان بصورة الثناء والمدح والحمد، وفي الأفعال والأعمال بصورة الطاعة واستعمال الجوارح في رضا المنعم. كيف يكون الشكر؟

إنّ شكر نعم الحقّ المتعالي سبحانه، الظاهرية منها والباطنية، من المسؤوليات اللازمة للعبودية، فعلى كلّ شخص أن يشكر ربّه سبحانه. وعلينا أن نعرف أنّ شكر النعم يكون بحسب مقدرتنا المتيسّرة وهي محدودة، فلا أحد من المخلوقين يستطيع أن يؤدّي حقّ شكره تعالى.

والسبب في ذلك أنّ كمال الشكر يتبع كمال التعرُّف على المنعِم وإحسانه، وحيث إنّ أحداً لم يعرفه حقّ معرفته، لم يستطع أحد النهوض بحقّ شكره. إنّ منتهى ما يصل إليه الإنسان من الشكر هو أن يعرف عجزه عن النهوض بحقّ شكره تعالى، كما أنّ غاية العبودية في معرفة الإنسان بعجزه عن القيام بحقّ العبودية له تعالى. ومن هذا المنطلق اعترف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالعجز،مع أنّ شخصاً لم يشكر ربّه ولم يعبده بمثل شكر ذلك الوجود المقدّس وعبوديّته.

مراتب الشكر:

إنّ شكر العباد للمنعِم تعالى، يختلف مستوياته ومراتبه بين فرد وآخر، وهناك عوامل تؤثِّر في اختلاف المراتب، منها:

- ما ذكرناه فيما سبق من أنّ شكر المنعِم تابع لمعرفته، فكلّما ازداد الإنسان معرفة بالمنعِم ازدادت مرتبة شكره له. فمقدار المعرفة يؤثِّر في مستوى الشكر ودرجته.

- الشكر هو الثناء على النعم، وهو تابع لطبيعة النعمة، فالنعم الظاهرية تختلف مرتبة شكرها عن النعم الباطنية. ومرتبة شكر النعم الّتي من نوع العلوم والمعارف تختلف عن مرتبة شكر النعم الّتي تُعتبر فيضاً إلهياً متجلياً للإنسان، وهكذا كلّما كانت النعم أعمق كلّما اختلفت طبيعة الشكر.

وإذا عرفنا أنّ هذه النعم بجميع مراتبها غير متوفّرة سوى عند القليل من العباد، يتّضح أنّ النهوض بأداء الشكر على جميع المستويات وبأعلى المراتب غير متوفّر سوى للقليل من العباد المخلَصين الذين وصلوا إلى الكمالات الظاهرية والباطنية...

فضيلة الشكر في الروايات::

عن أبي عبد الله عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المحتسب، والمعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر. والمعطى الشاكر له من الأجر كأجر المحروم القانع"2

وعنه عليه السلام: "ثلاث لا يضرّ معهنّ شي‏ءٌ: الدعاء عند الكرب، والاستغفار على الذنوب، والشكر عند النعمة"- الكافي، ج 2، ص 94.

إنّ من آثار الشكر، زيادة النعمة ووفورها، كما صرح بذلك الكتاب الكريم: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ سورة إباهيم الاية 7

المصدر: بحوث أخلاقية من الأبعون حديثا

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com