الذكاء العاطفي عند المرأة

الذكاء العاطفي عند المرأة

إن دور المرأة المحوري في هذا الوجود، يحتم عليها أن تستخدم كل ما وهبها الله، من مهارات وطاقات لدفع الناس نحو حب الله ومعرفته، ولا يكون هذا، إلاّ بعد أن تتوجه بنفسها إلى الله، وتأخذ زمام أمورها، فالأم التي تستطيع تفعيل ذكائها العاطفي في تربية أولادها في البيت، هي ركن البيت الذي إن تهدم، انهار البيت.

أحد أهم الأسباب التي تؤهل المرأة لتكون المربية والمعلمة، والأم التي تحت قدميها الجنة، هو قدرتها على تفهّم الآخر والإحساس به، ومعرفة حاجته منها، واستجابتها الفطرية لذلك، بناء الدافعية لديه، الذكاء الموجود لديها والمودع فيها من قبل الله سبحانه وتعالى، والذي أعتبره تشريفاً لها ومقاما عالياً.
في البداية، ربما يطرح سؤال في البال: ما هو هذا الذكاء المختلف عن الذكاء الشائع؟ وهل للذكاء أنواع؟
الكفاءات الذهنية للإنسان, جملة من القدرات والمهارات العقلية التي يطلق عليها "ذكاءات"، ومنها نوع وصل إلى رشده عند المرأة أكثر من الرجل؛ "الذكاء العاطفي-الانفعالي".


الذكاء العاطفي- الانفعالي:
يقول تيم سبارو: الذكاء العاطفي هو القدرة على استثمار العاطفة في التفكير، وعدم جعل القرارات المتخذة مبنية على فكر بلا عاطفة.
وربما تجدر معرفة أمر في البداية، لقد نما المخ العاطفي قبل المخ التحليلي، وهو المخ المشترك بين الإنسان وباقي الحيوانات أو ما تسمى بالثدييات. وهنا يتبادر إلى الذهن تلقائيا صورة الأم والأمومة، والحاضنة التي حملت الإنسان في أحشائها، وربته، وأغدقت عليه من حنانها، والتي كانت الوحيدة التي تفهم ماذا يريد، ولماذا يبكي، حين لم يكن له لسان يتكلم به، أو فهم تحليلي منطقي. فبذكائها العاطفي تمكنت دون غيرها، من إدراك أحاسيس الطفل الرضيع ومشاعره، وما زالت تدركها حين استقام عوده وصار رجلاً، وهو بحاجة لأحد يفهم شعوره وأحاسيسه، وما يدور في قلبه!!

فالذكاء العاطفي هو: القدرة على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين.
هو القدرة على التعامل مع الآخرين.
هو القدرة على التعبير عن العواطف كالفرح والغضب والحزن...

مكونات الذكاء العاطفي:
أ‌- الوعي بالذات: ويتمثل؛ بالقدرة على تفهم الشعور الشخصي ومعرفته، ومعرفة الأشياء التي تحفزنا، وتأثير ذلك على الآخرين.
ب‌- الوعي الاجتماعي: ويتمثّل بالقدرة على معرفة كيف يشعر الآخرون، والتعامل معهم وفقاً لاستجاباتهم العاطفية.


لكن، من أين تنبع العواطف؟
العواطف تنبع من أربعة أبنية أساسية هي:
1- القدرة على الفهم الدقيق، والتقدير الدقيق عن العاطفة (وواضح أن دور المرأة في هذا المجال، يفوق دور الرجل عامة، فانظروا للمرأة كمربية وأم ومعلمة).
2- القدرة على توليد المشاعر، حسب الطلب (ضبط العاطفة وإدارتها). وذلك يحصل عندما يسهل فهم الشخص لنفسه أو لشخص آخر.
3- القدرة على فهم العواطف، والمعرفة التي تنتج عنها.
4- القدرة على تنظيم العواطف لتطوير النمو العاطفي والفكري (فالفتاة تبلغ وتنضج قبل الشاب بسنوات).


لماذا تتميّز المرأة بالذكاء العاطفي؟
لقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الذكاء العاطفي (الذي يحفّز الذات، ويكون مصدر الثقة بالنفس) هو أهم قدرة وطاقة عقلية من الذكاء التحليلي للعقل. وتمتز المرأة بالقدرة العاطفية والذكاء العاطفي عن الرجل، حيث إنها أقدر على تفهم مشاعر الآخرين.
وفي المسؤولية الاجتماعية، ما يميّز المرأة، مقدرتها على التفكير العاطفي (إخضاع العاطفة للتفكير)، فهي لديها القوة والقدرة على إخضاع المشاعر للتحليل والت فكير المنطقي، وأسلوب حلّ المشكلات واتخاذ القرار.
لذا حدّد المتخصّصون أن نسبة الذكاء العاطفي عند المرأة تفوق نسبته عند الرجل. والدليل كما أسلفنا، يتضح ذلك إجمالاً بالقدرة الجبارة عند المرأة على فهم احتياجات الطفل الذي ليس لديه بيان، وإدراك رغباته، حتى المجنون الذي لا يعمل عقله المنطقي-التحليلي، فيصعب فهم ما يريد، فضلاً عما يشعر، لديها القدرة على فهمه.
تحتاج المرأة في حياتها العامة هذه القدرة؛ لتفعيل دورها الخلافي على الأرض سواء في الأسرة، أو كمربية أو في المجتمع، كإنسانة فعالة، وذات طاقة وذكاء عاطفي جبار.
وإن تخلت عن هذا الذكاء، بحجة أن العاطفة مدمرة، أو عقلانية مع العواطف، فهي بالتالي تتخلى عن أنوثتها وقدرتها على تربية الرجل وإيصاله إلى كماله. ومن كانت على إيصال الرجل إلى الكمال قادرة فهي على نفسها أقدر.

كيف نستفيد من هذه الطاقة؟
هناك توجه كبير في السنوات العشر الأخيرة نحو التركيز على هذا النوع من الذكاء، وتنميته عند الأطفال، لهذا صممت مدارس خاصة، ومناهج خاصة، لتربية الأجيال القادمة، على الاستفادة من هذا البعد من التفكير، ولتنمية الذكاء العاطفي، ليبلغ رشده.
كما صُممت دورات مختصة لمدراء كبرى الشركات العالمية؛ من أجل تنمية الذكاء العاطفي عندهم؛ لإرشادهم إلى الطريقة المثلى في الإدارة؛ الإدارة العاطفية.
كل هذا الجهد، إضافة إلى الكتب والدراسات في هذا المجال، من أجل تغيير جذري في طريقة التفكير عند الناس، وعند الإدارات التي باتت طرق تفكيرها تحليلية بحتة، دون عاطفة، فهي إدارات تصدر أوامر وتسنّ قوانين دون إخضاعها للعاطفة السليمة، والتي بدورها ولدت إخفاقا في الأرباح التجارية أيضاً.
وبالتتبع يمكن ملاحظة أنّ أكثر المتخصصين في هذا المجال، أخذوا المرأة في الاعتبار، للاستفادة من طريقتها في التربية والتعليم، كأنموذج يُستفاد منه، أو حتى يُقتدى به في أكثر الأحيان.
هنا، نستطيع القول أنّ المرأة التي تقرأ هذه الأسطر، تدرك أنها ربما الوحيدة التي تستطيع تفعيل هذا الجانب من الذكاء، الذي تمتاز هي باستخدامه أكثر من غيرها، وأن تربي الآخرين على تفعيله عندهم. لكن، بعد أن تدرك هي معناه وكيفية تنميته والفوائد المرجوة منه.

 

مسؤولية المرأة في هذا المجال:
إن دور المرأة المحوري في هذا الوجود، يحتم عليها أن تستخدم كل ما وهبها الله، من مهارات وطاقات لدفع الناس نحو حب الله ومعرفته، ولا يكون هذا، إلاّ بعد أن تتوجه بنفسها إلى الله، وتأخذ زمام أمورها، فالأم التي تستطيع تفعيل ذكائها العاطفي في تربية أولادها في البيت، هي ركن البيت الذي إن تهدم، انهار البيت. وإن أخذت دورها الطبيعي كـ"مولد الطاقة"، والمتدارك للأمور والمشاكل، وإدارة المشاعر لدى جميع أفراد العائلة، والتربية بالعاطفة الخاضعة للعقل، استطاعت أن تبني عائلة وتديرها وفق المنهج الإلهي.
والمعلمة والمربية تحتاج تفعيل ذكاءها العاطفي في التعليم والإرشاد في المدارس والمجتمع، فإن فعلت –هذا حاصل- استطاعت أن تسدّ الفراغ الذي لا يسدّه آلاف الرجال، فهي الشحنة العاطفية، المولدة للمشاعر الإيجابية، المتفهمة لمشاعر الآخرين. بالتالي من أدرك مشاعر غيره، كان أقدر على التعامل معه عبر بناء الإلفة والانسجام معه، ومن ثمّ يسهل تغييره، وإرشاده إلى الطريق الصحيح.

 

 

* خاص موقع الزكيّة 

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com