تعاليم الرسول الاكرم صلّى الله عليه وآله

تعاليم الرسول الاكرم صلّى الله عليه وآله

كان الرسول ، مظهر العاطفة والمحبّة والإحساس المرهف.

 

المعرفة 

لقد أوجد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم نظامًا تشتمل فيه خطوطه الأصليّة على عدّة أمور. وجدتُ من بين هذه الخطوط الأصليّة، أربعة أمورٍ أساسيّة هي: المعرفة الشفافة وغير المبهمة, المعرفة بالدين، المعرفة بالأحكام، المعرفة بالمجتمع، المعرفة بالتكليف، المعرفة بالله، المعرفة بالرسول، المعرفة بالطبيعة وهي المعرفة التي أفضت إلى العلم والتعلّم وإلى إيصال المجتمع الإسلاميّ نهاية القرن الرابع الهجري إلى أوج الحضارة العلميّة, فالرسول لم يسمح بالإبهام. وفي هذا المجال، آيات قرآنيّة عجيبة... كلّما وجد إبهام نزلت آية ترفعه.

درس الأخلاق والحياة :

السلوك والتعامل مع العائلة

قليلًا ما تشاهدون أمثال هذا الإنسان بين البشر أصحاب العواطف فيما له علاقة بالحياة العائليّة وباعتباره والدًا، لقد كان هذا الإنسان عظيمًا ومجاهدًا ومضحيًّا في ساحات النضال، وحنونًا عطوفًا رحيمًا. قد سمعتم كيف كان يتعامل الرسول الأكرم مع الحسنين - حفيديه - وهكذا كان يتصرّف مع الأطفال الآخرين، حتّى مع الأطفال الأجانب.

كان الرسول يسير نحو المسجد وكان الأطفال يلعبون في الطريق. وهناك خاطبه أحد الأطفال: إنّك يا رسول الله تأخذ الحسن والحسين على كتفيك، فخذنا نحن أيضًا. لم يمانع الرسول فقام برفع طفلٍ إلى هذا الكتف وآخر إلى ذاك، ثم أنزلهما بعد أن مشى قليلًا ثمّ طلب منه طفلان آخران أن يصعدا على كتفيه. كان يرغب أن يحمل الأطفال. وكان وقت الصلاة يأخذ بالاقتراب. وفي هذه الحالة جاء بعض الأصحاب الذين إمّا كانوا يعبرون من المكان أو جاؤوا من المسجد لتفقّد الرسول، فوجدوه يحمل الأطفال فعاتبوهم وأنزلوهم عن كتفيه وتابع الرسول مسيره إلى المسجد.

هذا، نموذج عن سلوك الرسول مع الأطفال. كان في عائلته مظهر العاطفة باعتباره والدًا، إذ ليس صحيحًا أنّه إذا كنّا من أصحاب الجهاد والعمل والحركة في ساحة الحرب وتحمّل المصائب فعلينا أن نعفي أنفسنا من العاطفة والمحبة والليونة والمظاهر الإنسانيّة الطبيعيّة في الإنسان، كان الرسول في المنزل، مظهر العاطفة والمحبّة والإحساس المرهف.

وفي روايةٍ أنّه عندما نزلت آية ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضً﴾،سورة النور، الآية 63. أصبحوا ينادونه يا رسول الله ولا ينادونه باسمه. دخل الرسول المنزل بمجرّد أن شاهدته فاطمة الزهراء عليها السلام قالت: يا رسول الله السلام عليكم كانت هي أيضًا تنادي الرسول بعبارة يا رسول الله احتضن الرسول ابنته ولاطفها وقال لها: يا ابنتي ناديني يا أبتي، ولا تقولي يا رسول الله! هذا أعذب عندي. عندما كان يريد السفر، كان آخر شخص يراه هو فاطمة الزهراء. وعندما كان يرجع، كان أوّل من يزور فاطمة الزهراء. ...

لكنّه مع تلك العاطفة الشديدة تجاه ابنته -فاطمة الزهراء - كان يقول إنّه اذا سمع أنّها استعارت وسائل بيت المال وأدخلتها المنزل، لجازاها كما يجازي الآخرين. "إنّني لا أُغنِ عنك من الله شيئًا "(صحيح مسلم،)

. كان مع كلّ ما يحمل من محبّة شديدة لابنته، على استعدادٍ للوقوف بوجهها إذا ناقضت العدل بتصرّفٍ ما أو إذا تجاوزت حقًّا. عندما نقول نحن أخوة، فهذا ليس مجاملة في الإسلام، أي إنّ المسلمين حقيقةً يمتلكون حقّ الأخوة فيما بينهم وهم يطالبون بعضهم البعض, كما أنّ الأخوة مدينون بعضهم لبعض ويجب عليهم مراعاة الحقوق المتبادلة بينهم. وهذا ما طبّقه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

التعامل مع الناس:

سلوك المسؤولين مع الناس:

لقد فعل الرسول ما هو أصعب من الجميع، عندما كان يرى رسول الله (ص) شخصًا قد ظهر عليه التعب في حفر الخندق (أثناء معركة الخندق)، وبدا أنّه لم يعد باستطاعته التقدّم، كان يذهب ويأخذ المعوَل منه ويبدأ العمل، أي إنّه لم يكن حاضرًا من خلال إصدار الأوامر فقط، بل كان حاضرًا بجسده بين الجموع.

كانت إدارته الاجتماعيّة والعسكريّة في أعلى مستوياتها، فكان يلاحق كافّة الأمور. طبعًا كان المجتمع صغيرًا، المدينة وأطرافها، وبعد ذلك أضيف إليه مكّة ومدينةً أو مدينتين أخريين، إلّا أنّه كان مهتمًّا بأمور الناس وكان منظّمًا ومرتّبًا. وقد أجرى في ذاك المجتمع البدوي، الإدارة والحساب والمحاسبة والتحفيز والتنبيه بين الناس.

هذه هي الحياة الاجتماعيّة للرسول التي يجب أن نقتدي بها جميعنا. إن الإدارة الإسلاميّة، تعني الأخلاق الإنسانيّة بالإضافة إلى القدرة الإداريّة. يطلب الله تعالى من الرسول أن يلتفت إلى هؤلاء الناس ويهتمّ بهم. بعد حرب أُحد شعروا بالهزيمة والألم، لذلك شاورهم، تعامل معهم بإحسان،فالإدارة عبارة عن: الأخلاق الحسنة، القاطعيّة، والقوة الإداريّة، والتوكّل على الله في كلّ حال، وطلب الخير من خالق العالم والاعتماد عليه.

المصدر: من كتاب الشخصية القيادية لرسول الإسلام محمد (ص) في فكر الإمام الخامنئي دام ظله

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com