الاكثرية

الاكثرية

الأكثريّة الكيفية هي المهمة لا الكمية

هل الأكثرية معيار مطلق؟ 

قال الإمام علي عليه السلام: " أيّها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله"(1)  - نهج البلاغة، الخطبة 201

التفسير إحدى آفات عقل الإنسان استسلامه للأكثرية في المجتمع والذي ورد النهي عنه في الآيات القرآنية وروايات المعصومين عليهم السلام؛ بل ورد في بعض هذه الآيات مدح الأقلّية وذمّ الأكثرية، مثلاً جاء في الآية الشريفة 116 من سورة الأنعام: "وإن تُطِع أكثرَ من في الأرض يُضِلّوك عن سبيل الله".

أضف إلى ذلك فقد وُصفت هذه الأكثرية في أكثر من عشر آيات بالجهل وفي خمسٍ بالجحود وفي أربع بفقدان الإيمان. وبالنظر لما يُستفاد ممّا ورد في الآيات والروايات من ذمّ الأكثرية، ومن جانب آخر يطالعنا الكلام في عالمنا المعاصر عن الأكثرية وأن معظم القضايا المصيرية اليوم تدور حول محور الأكثرية.

ترى ما هو المعيار؟

 الجواب: إن المجتمعات البشرية مختلفة، فالمجتمع الذي يتولّى إدارة شؤونه الصلحاء تكون التقوى والصلاح في تبعيّة الأكثرية، أمّا إن تولّى ذلك عبدة الأهواء فإن الإسلام لا يوصي قط باتباع الأكثرية العابدة للأهواء، لأن ذلك لا ينسجم مع العقل والمنطق.

بعبارة أخرى إن الإسلام يدعو إلى اتباع الأكثرية الكيفيّة لا الأكثرية الكمية! ومن هنا قال تعالى في الآية الشريفة السابقة من سورة هود والثانية من سورة الملك: (ليبلُوَكم أيُّكم أحسن عملا) ولم يقل "أكثر عملا" لأن 

ولكن ينبغي الالتفات إلى هذه النقطة وهي أن مسألة اتباع الأكثرية في عالمنا المعاصر سبيل بائس! حيث لا يوجد في المجتمعات غير الدينية معيار للأكثرية الكيفية، والجميع يدَّعون أنهم الأفضل.

وعليه فهم مضطرّون للعمل طبق رأي الأكثرية لحفظ نظام المجتمع؛ وإن كان العالم والمدير والمدبّر بمقتضى ذلك على رأي واحد، والفرد والأمّي والجاهل على رأي واحد كذلك! وعليه فالآيات المذكورة وأمثالها ليست بشأن المجتمع الصالح والسليم. لا ينبغي أن نتبع الأكثرية في سلوكنا الأخلاقي، وإن اضطرنا للاتباع في حياتنا السياسية.

وعليه لو أكلت أكثرية الناس على الأرض المال الحرام ولم تتورّع عنه فلا ينبغي أن نتبع هذه الاكثرية. ولو كذبت هذه الأكثرية حين تتعرض مصالحها الشخصية للخطر فلا ينبغي أن نفارق صف الجماعة الصادقة بحجة كوننا أقلية ونخشى قلّة الصادقين فنلتحق بصف الكاذبين. فالإنسان المؤمن لا بد أن يكون مستقلاًّ في المسائل الأخلاقية، أي لو تلوّث جميع من على الأرض (فرضاً) بالخمر فلا ينبغي له أن يستوحش من وحدته في هذا المسير ويحتذي بمنطق " حشرٌ مع الناس عيد" أو يقول: "من يقول الصدق لنصدق نحن؟"

وما شابه ذلك؛ ذلك لأن هذه الأعذار ليست مقبولة يوم القيامة فالإنسان يعيش الصلاح ويطوي مسيرته إلى الله حين لا يصغي لما يقوله الآخرون، بل يرى ماذا يقول الله. اللهم اجعلنا من سالكي طريق الحق، وأزِل عنّا وحشة الوحدة في هذا الطريق.

1 من كتاب الدروس الأخلاقية والتربية الروحية، ناصر مكارم الشيرازي.

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com