حذارِ من جمرة الغضب!

حذارِ من جمرة الغضب!

يُعتبر الغضب الهستيري ظاهرة مرضية تشكّل أخطر الآفات في حياة الأسرة..

إنّ الغضب بشكله الهستيري واحد من الأمراض الأخلاقية التي قد يُصاب بها الرجل والمرأة على حدّ سواء. وهو تلك الموجة التي يفقد المرء قدرته خلالها على ضبط النفس إزاء بعض الظواهر التي لا يستسيغها.

فقد يصادف أحدهم أمراً لا يرتضيه، فيشعر بالغضب ويصرخ. وقد يتجاوز حدود الأدب فيستخدم لسانه ويده في مهاجمة الآخر. وقد يقوم أحياناً بتحطيم بعض الأواني والأشياء المنزلية، وربّما يصل الجنون الى حدود مدمّرة عندما يقوم المُصاب بنوبة عصبية بارتكاب جريمة قتل.

وعن الغضب يقول النبي محمد (ص): "الغضب جمرة من الشيطان"،

ويقول الإمام علي بن أبي طالب (ع): "إِيّاك والغضب فأوّله جنون وآخره ندم".

كما يقول الإمام جعفر الصّادق (ع) في هذا الإطار: "الغضب مفتاح كل شرّ".

ويُعتبر الغضب الهستيري ظاهرة مرضية تشكّل أخطر الآفات في حياة الأسرة، والتي من شأنها بداية أن تعكّر الصفاء في أجواء الحياة العائلية. وما أكثر الأواصر التي تحطّمت إثر نوبة عصبية تهبّ كعاصفة مجنونة تطفى‏ء دف‏ء الأسرة. فقد تفقد المرأة بسبب بعض المواقف، من قبيل غياب الاحترام المطلوب أو مشاكسة الأطفال أو تكدّر علاقتها مع الجيران، السيطرة على أعصابها، وتحاول أن تجد من تفرّغ عنده هذه الضغوط المتراكمة. ومن هنا، فإنها قد تستقبل زوجها بحدّة، وتبدأ بسيل الشكوى الممزوج بالصراخ.

وعادة ما يتخذ الرجل العاقل موقفاً هادئاً إزاء توتر امرأته، ويدرك أن زوجته لم تتصرّف بهذه الطريقة إلاّ لأنها فقدت السيطرة على أعصابها. ومن المحتمل أنّ تستمرّ المرأة في ثورتها وتترقب ردود الفعل من زوجها حتى تصّعد من ثائرته.

ولكن، من المصلحة أن يلتزم الرجل موقفه المتعقّل ويعالج هذه الثورة بالصّبر والسكوت، ومن المؤّكد أنه سيُفاجَأ بخفوت التوتّر، وعودة الأجواء إلى هدوئها السابق، في حين قد تراجع المرأة موقفها الثائر وتشعر بالندم على ما بدر منها إزاء زوجها من موقف يعوزه الأدب، فتعتذر لتجد الأخير يبتسم لها وينظر إليها بحبّ ويسألها عن سرّ ثورتها، ويسعى إلى حلّ مشكلتها أو يساعدها في ذلك، حيث نستذكر في هذا المعرض قول الإمام علي(ع): "إذا غضبت فاسكت".
 
أمّا إذا ثار الرجل في وجه زوجته وردّ الصاع صاعين كما يُقال، فإن العلاقة الزوجية ستدخل مطبّاً معقداً، ولن تكون هنالك نتائج طيّبة. لذا، من الأفضل في مثل هذه الحالات التزام الهدوء والصبر، لأنه لا يُكتب للحياة الزوجية الاستمرار مالم يتحمّل الزوجان أحدهما الآخر، ويصبرا على غضبهما في بعض الأوقات الحرجة.

ومن الجدير ذكره ختاماً أنّ هذه الظاهرة المرضية لا تعود على نفس الإنسان وروحه بالضرر فحسب، بل هي ستطال جسمه أيضاً، إذ يقول أمير المؤمنين (ع): "ثلاثٌ لا يهنأ لصاحِبِهنَّ عيش، الحقدُ والحسدُ وسوء الخُلُقِ".

 

 

* المصدر : نحو حياة دافئة، آية الله الشيخ إبراهيم الأميني، بتصرّف.

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com