السواك

السواك

’ السواك يوجب شدّّة الفهم ، ويمرىء الطعام ، ويذهب أوجاع الأضراس، ويدفع عن الإنسان السقم ، ويستغني عن الفقر . . .’

في الطب الحديث يقول علماء الطب أن للأسنان علاقة بجميع أجهزة الجسم الأخرى، فالجراثيم المتكونة في تجاويف الأسنان من فضلات الطعام المتخلّفة فيها، والوافدة من الفم إلى المعدة، هي السّبب في عسر الهضم، وحزّة المعدة وحموضتها، وتكون سبباً في بعض أمراض العينين، والتهاب الأذنين واللوزتين، بل إن أسنان المريض هي أول ما يلفت نظر الطبيب في معالجته المريض بالسل .

هذا، ويتكوّن حامض الكتيك من تخمر فضلات الطعام والذي يؤثر في الطبقة الخارجية لتاج السن فيذيبها، يفقدها نعومتها ، فيتكون المزيد من الجراثيم التي تؤدي إلى تسوس الأسنان، ومن ثم فقدانها لصلاحيتها حيث يكون لا بدّ من التخلّص منها ، فضلاً عن التسبّب بقروح ٍ في اللّثة والتي تؤدي إلى كشف عنق السّن، ومن ثم خلخلته فيصبح مستحقاً للقلع. كذلك ، فإنّ غازات الفم الكريهة التي تنشأ من تخمّر فضلات الطعام، والتي تتحول إلى جراثيم ٍ تعد بالملايين قد تنفذ إلى مجرى الدم وتفتك بالجسم كله. فلذلك، يجب أن تكون هذه الأعراض حافزاً ودافعاً للإنسان ليحافظ على أسنانه لأنه بذلك يحافظ على سائر أجهزة جسمه تقريباً . ولقد حثّ الاسلام من خلال الروايات والأحاديث الكثيرة عن النبي (ص )، والأئمة (ع ) قبل أربعة عشر قرناً على استعمال السواك لما له من فوائد لسلامة صحّة الأسنان .

يقول الرسول الأكرم(ص): "السّواك فيه عشر خصال :

مطهرة ٌ للفم ،

مرضاة ٌ للرب ،يضاعف الحسنات سبعين ضعفاً ،وهو من السّنّة،

ويذهب بالحفر ويبيّض الأسنان،

ويشدّ اللثّة ،

ويذهب بغشاوة البصر،

ويشهّي الطعام".

وعن الإمام الصادق (ع ) :" السواك يذهب بالبلغم ، ويزيد في العقل" . وفي حديث ٍ للإمام علي (ع) : " السواك يوجب شدّّة الفهم ، ويمرىء الطعام ، ويذهب أوجاع الأضراس، ويدفع عن الإنسان السقم ، ويستغني عن الفقر . . ."

إضافة إلى الروايات الكثيرة التي توصي باستعمال السواك ، والتي منها نستطيع أن نتلمّس مدى اهتمام الإسلام بمختلف شؤون الإنسان وأحواله ، لدرجة أنه لم يغفل عن أثر السواك في المظهر الخارجي للإنسان إنطلاقاً من حرصه الشديد أن يبدو في أبهى منظر، ولهذا ورد أن السواك يبيّض الأسنان.

يقول الرسول الأكرم (ص ) : مالي أراكم قلحاً ألا تستاكون ؟ والقلح هو الصفرة الموجودة على الأسنان .

في التركيب الكيميائي للسواك: وبعد أربعة عشر قرناً على هذه الأحاديث عرف الطب الحديث منافع السواك. فقد اكتشف علماء ٌ من أميركا وألمانيا ، وجامعة الملك سعود أنّ في السواك 22 مادة طبية لا توجد في أي معجون أسنان وهي :

- (Sinn grin السنجرين) وهي مادة مطهّرة قوية تقتل الجراثيم .

العفص وهو مطهر قابض يوقف النزيف ، وله تأثير ٌ مضاد ٌ للتعفنات

. - مادة تخفف من حدة آلام الأسنان شبيهة بالبنسلين .

- ألياف سيليولوزية .

- كلوريد الصوديوم .

- بيكربونات الصوديوم . وهذه المادة من أفضل المواد التي تستعمل في المعجون السّني للوقاية من العضويات المجهرية

- كلوريد البوتاسيوم .

- اكسالات الكالسيوم .

- زيوت عطرية تطيّب رائحة الفم.

- أملاح معدنية .

- بلورات السيليس ، وهي مواد زالقة للأوساخ عن الأسنان ، ولصلابتها تحك القلع .

- مواد سكرية كالنشا والجالاكتور والمواد الصمغية .

- مادة تمنع النخر السني .

- أملاح نشادرية.

- شاردة الكالسيوم

- شاردة الحديد

- شاردة الفوسفات

- شاردة الصوديوم

- شاردة الفحمات

- شاردة الكلور

- شاردة الكبريت . . . . ومواد أخرى.

وفي الإختبارات الني أجريت أيضاً حول السواك ، يقول العالم الألماني رودات مدير معهد علم الأوبئة والجراثيم في جامعة روستوك بألمانيا بمقال ٍ نشره عام 1961 : "قرأت عن السواك الذي يستعمله العرب في كتاب ٍ لأحد الرحّالة الذين زاروا بلاد العرب حيث يستعرض الأمر بأسلوب ساخر ٍ ولاذع ٍ دليلاً على تأخر العرب الذين ينظّفون أسنانهم بقطعة خشب ٍ في القرن العشرين ، لكني فكرت في نفسي وقلت :لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقائق علمية ؟ وتمنيت لو كان باستطاعتي الحصول على قطعة ٍ منها، إلى أن سافر صديقي الذي يعمل في حقل الجراثيم إلى السودان وأحضر معه مجموعة ً من هذه القطع .

وحال استلامي لهذه القطع ، أجريت عليها تجاربي ، سحقتها أول الأمر ثم بللتها ، ووضعت المسحوق على أماكن فيها جراثيم فظهرت آثارٌ كتلك التي نراها إذا وضعنا البنسلين . فثبت لي الحكمة من استعمال العرب للسواك" .

وحول موضوع السواك أيضاً ، يقول الدكتور فوزي رزيق أستاذ علم الهستولوجيا في جامعة القاهرة :" السواك يغني عن الفرشاة، وهو أفضل منها ولا يوجد أي مزية للفرشاة ومعجون الأسنان على السواك حيث أنه بعد عشرين دقيقة فقط من استعمال معجون الأسنان يعود مستوى الجراثيم للفم لحالته الأولى، وهذه النتيجة حصلت عليها بعد إجراء عدة تجارب في كل من مصر وألمانيا الغربية، كذلك هو يفوق الفرشاة لأنه يسير على سطح كل سن ويدخل بين الأسنان عكس الفرشاة "

. أيضاً ، أثبتت دراسات أجريت في باكستان ومصر وأميركا أن السواك المتخذ من عود الآراك عامل مهم في حماية الفم من السرطان وأن فيه مادة قانصة تعمل على شد اللثة وتقويتها ، وفيه أكثر من مادة تحافظ على الأسنان من التسوس كمادة السلفادوريا ، وحامض المنبا اينسيك الذي يطرد البلغم . ومن الأمور التي أصبح مسلم بها طبيا ً، أن مرض الأسنان يؤثر في مرض العين . وقد شوهدت حالات كثيرة من أمراض العين والعمى المؤقت الناجم عن بعض أمراض الأسنان حتى اذا ما عولجت الأسنان ، شفيت العين وعادت الى الرؤية من جديد .

ولذا نحن نرى في أحاديث أهل البيت (ع) التأكيد على أن السواك يجلو البصر، ويذهب بغشاوته ، ويشد ّ اللثة - وهذا عامل مهم من عوامل تقوية اللثة حيث أنه يحرّك عضلاتها والدورة الدموية فيها - ويذهب بالحفر، أي يقلع الحبيبات المتكلّسة على جدارالسن، والتي تؤدي الى جرح اللثة وتقيحهاوجعلها في معرض الأمراض.

إعداد : إيمان ناظم علوية 

المصدر: طب الإمام علي (ع ) للمؤلف محسن عقيل .

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com