الإمام الصادق (ع) والكيمياء وجابر بن حيّان

الإمام الصادق (ع) والكيمياء وجابر بن حيّان

صادق أهل البيت ’ع’ إذن عالم أهل البيت في عصره وعالم العترة بالكتاب الجامع للعلوم والفنون .

 

ذكر كثير من المؤلّفين علمَ الإمام الصادق عليه‌ السلام بالكيمياء ، وأن تلميذه جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسي أخذ عنه هذا العلم ، وألّف خمسمائة رسالة فيه في ألف ورقة ، وهي تتضمّن رسائل جعفر الصادق عليه‌ السلام وللقدماء والمتأخّرين من المستشرقين كلام كثير في شأن جابر وقد ذكره ابن النديم وأطال فيه الكلام وذكر له من الكتب والرسائل في مختلف العلوم لا سيّما الكيمياء والطبّ والفلسفة والكلام شيئا كثيرا لا يكاد يتّسع وقت الانسان في العمر الطبيعي لتأليفها ، نعم إلاّ لأفذاذ في الدهر منحوا ذكاء وفطنة مفرطين وانكبّوا على الكتابة والتأليف ، وذكر أن له تآليف على مذاهب الشيعة ومن ثمّ استظهر تشيّعه ولعلّ أخذه عن الصادق وائتمان الصادق به على هذا العلم شاهد على تشيّعه. 

ولو تصفّحت شيئا من رسائله التي نشرها المستشرق « كراوس » لأيقنت بتشيّعه وأخذه عن الامام الصادق ، لأنه أخذ عنه كإمام مفترض الطاعة متّبع الرأي ، ولعرفت أنه لم يأخذ عنه الكيمياء فحسب ، بل الكلام وغيره. وقد اكبر مؤلفو الاسلام منزلة جابر وعدّوه مفخرة من مفاخر الاسلام ولا بدع فإن من تزيد مؤلّفاته على ثلاثة آلاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم ، وجلّها من العلوم النظريّة والطبيعيّة التي تحتاج الى زمن طويل في تجاربها وتطبيقها ـ هذا عدا الفلسفة والكلام ـ لجدير بالتقدير والإكبار وأن يكون مفخرة يعتزّ به. 

وقد كبر على المستشرقين أن يكون عربي مسلم ومن أهل القرن الثاني للهجرة يمتاز بتلك الآراء السديدة وتكون نظريّاته الأسس العامّة التي قام عليها علم الكيمياء قديمه وحديثه ، فصاروا يخبطون في تعرّضهم - لكتبه كحاطب ليل ، فمرّة يشكّون في وجوده ، وتارة في زمانه ، واخرى فيما نسب إليه من تلك الكتب ، ورابعة في نسبة البعض ممّا يرويه عن استاذه الصادق عليه‌السلام ، وخامسة في التبويب والوضع والاسلوب لأنه لم يكن يعرفه أهل ذلك العصر ، الى غير ذلك ، وقد فنّد بعض تلك الشكوك والمزاعم الكاتب إسماعيل مظهر وجلى في هذه الحلبة الاستاذ أحمد زكي صالح ، ولقد فنّد تلك الأوهام والمزاعم تفنيدا حكيما علميّا.

وجملة القول أنه قد أصبح من الواضح تشيّع جابر وتقدّمه في عدّة علوم لا سيّما الكلام والفلسفة والطبّ والكيمياء والطبيعيّات عامّة ، وما كادت لتكون آراؤه الأسّ العامّ لدعائم علم الكيمياء إلاّ لأنه أخذ ذلك من معدنه الصحيح الامام الصادق عليه‌السلام.

وكنت قد جمعت عدّة مصادر عن جابر لا تبسط في ترجمته غير أني اكتفيت بهذا الوجيز عن الإطالة فيها ، فإنّا لو استقصينا الكلام على كلّ ما يقتضي التوسعة في البحث عنه لكان هذا الكتاب عدّة أجزاء ، وهو وإن كان لا يخلو من فائدة ، غير أنه يكون أبعد عن حياة الصادق الخاصّة.

سائر العلوم :

لا نعني بما ذكرناه من العلوم التي كتبنا عنها وأوضحنا أخذ الناس عن الصادق"ع" فيها أن تلك جميع ما لديه ، بل إنّ الامام على رأي الإمامية يجب أن يكون عالماً بكلّ شيء وأعلم الناس في كلّ علم وفنّ ولسان ولغة ، كما يقتضيه حكم العقل ، ولو نظرنا الى الدليل السمعي من دون أن نثبت له الإمامة الإلهية لفهمنا منه أن في كلّ زمان عالماً من العترة بالكتاب والسنّة كما هو مفاد حديث الثقلين وأن عالم الكتاب الذي نزل على الرسول تبياناً لكلّ شيء يجب أن يكون عالماً بكلّ شيء ، وما دام الكتاب موجوداً فالعالم به من العترة موجود إلى يوم الحشر ، ولا يعدو أن يكون ذلك العالم في عهد الصادق نفسه ، إذ ليس في زمانه من هو أعلم منه في العترة ، وكفت آثاره دلالة على ذلك العلم. فصادق أهل البيت "ع" إذن عالم أهل البيت في عصره وعالم العترة بالكتاب الجامع للعلوم والفنون ، فمن ثمّة نستغني بما سلف عن التعرّض لبقيّة العلوم والشواهد على علمه فيها ، فليس غريباً لو جاء الحديث أن الصادق"ع" كلّم الفرس بلسانهم وأهل اللغات بلغاتهم وناظر أهل كلّ علم وفنّ فخصمهم مثل علماء النجوم والفلك والطبيعيات والطبّ وما عداها ، وكلّ ذلك نطقت به الأخبار ودلّت عليه الآثار.

الهوامش :

 

كتاب الامام الصادق (ع)- ج 1 -الشيخ محمد حسين المظفر(بتصرف)

يا فاطمة، أما ترضيني أن تكوني سيدة نساء المؤمنين،أو سيدة نساء هذه الأمّة’(الرسول الأكرم)
يقول تعالى: ﴿... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
الإمام الباقر عليه السَّلام: ’ لكل شيء ربيع، و ربيع القرآن شهر رمضان ’.
عن النبي صلى الله عليه وآله: ’التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن’

من نحن

موقع ديني ثقافي وفكري يعنى بقضايا المرأة والاسرة والمجتمع

تواصل معنا

يسرّنا تواصلكم معنا عبر الايميل alzaakiyaa@gmail.com